أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تتابع باهتمام كبير الاحتجاجات

في إيران، مؤكدا أن دعم طهران للإرهاب هو الذي تسبب باندلاع موجة الاحتجاجات الراهنة.

وكتب ترامب على صفحته في موقع تويتر: "تشهد إيران احتجاجات واسعة النطاق. لقد اتخذ الناس في نهاية المطاف موقفا حكيما من أن أموالهم تسرق وتبذر لدعم الإرهاب.. ويبدو أنهم لن يحتملوا ذلك.. إن الولايات المتحدة تتابع باهتمام (الاحتجاجات) من ناحية انتهاك حقوق الإنسان".

وتتهم الولايات المتحدة إيران برعاية الإرهاب، بما في ذلك عبر دعمها لـ"حزب الله" اللبناني الذي صنفته واشنطن تنظيما إرهابيا.

فيما أشار مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى وجود فارق بين حساب من يثير الشغب والفوضى في البلاد ومن يدعو إلى متابعة مطالب الشعب.

وجاء ذلك على لسان المسؤول الإيراني ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الاحتجاجات المعارضة التي تشهدها إيران في الأيام الأخيرة.

وتوجه عبد اللهيان في تغريدة منشورة اليوم الأحد على حسابه في "تويتر" إلى سيد البيت الأبيض مباشرة بالقول: "يا سيد ترامب لا تأخذك النشوة ، فإن حساب من يثير الشغب والفوضى يختلف عمن يدعو إلى متابعة مطالب الشعب".

وشدد المسؤول على أن الشعب الإيراني: "يفضل الأمن الوطني والسيادة الشعبية الدينية للنظام الإسلامي على فرض السياسات المنافقة والإرهابية للبيت الأبيض".

من جهته اعتبر قسطنطين كوساتشوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، أن ثمة عاملا خارجيا وراء الاحتجاجات في إيران، وإن كانت الأسباب الداخلية المؤثر الأول.

وفي تصريح لوكالة "نوفوستي" قال كوساتشوف، اليوم الأحد، إن موجة الاحتجاجات التي تشهدها إيران عشية أعياد رأس السنة، تأتي أساسا كمؤشر لتطورات سياسية داخلية، وثمة عوامل اقتصادية واجتماعية، بينها مستوى البطالة وتضخم العملة الوطنية، تؤثر هي الأخرى على الوضع في البلاد، وإن كانت الأوضاع الاقتصادية في إيران ليست هي الأسوأ في المنطقة.

وأشار السيناتور الروسي إلى أن هناك ما يدل على وجود عامل خارجي معين وراء هذه الأحداث، مشيرا إلى أن متظاهرين رددوا في بعض المدن الإيرانية هتافات تدعو إلى ترك طهران دعمها لسوريا و التخلي عن أي دور في لبنان وقطاع غزة، أي هتافات تمثل هجوما على سياسة إيران الخارجية.

ومع أن كوساتشوف دعا إلى عدم المبالغة في نسبة الأحداث الإيرانية إلى تأثير مباشر من قبل واشنطن، إلا أنه ذكر أن التصريحات الرسمية الأمريكية التي جاءت ردا على هذه الأحداث تبدو وكأنها تلميح للمتظاهرين مفاده: نحن ندعم الشعب الإيراني في نضاله دفاعا عن حقوقه ومعارضته للفساد وتبذير النظام للثروات الوطنية عبر تمويل الإرهاب في الخارج، وإذا اتخذتم هذه الأهداف شعارات لتحرككم فسيكون الدعم الخارجي لكم مضمونا.

وأعرب كوساتشوف عن قناعته بأن واشنطن ستستغل كل ذريعة لزعزعة الوضع في إيران التي أعلنتها واشنطن "عدوا رقم واحد" لأمريكا. وذكر السيناتور بهذا الصدد أن الولايات المتحدة تجري مشاورات مع إسرائيل حول سبل الضغط على طهران، وأن البلدين عقدا، في الـ12 ديسمبر/كانون الأول، اتفاقا سريا بشأن التصدي للسياسة الإيرانية.

واستبعد كوساتشوف حدوث ثورة في إيران، متوقعا أن تهدأ موجة الاحتجاجات قريبا، لكنه أكد أن على طهران أن تتوخى اليقظة، واعية أن قوى ذات النفوذ في العالم مهتمة بأن "يتلو الربيع الفارسي الربيع العربي".

وشهدت مدينة مشهد الإيرانية سابقا مظاهرة احتجاجا على الوضع الاقتصادي في البلاد، ردد المتظاهرون فيها هتافات مناهضة للحكومة. وألقت الشرطة القبض على 52 شخصا لمشاركتهم في تجمع غير مرخص وإتلاف ممتلكات الدولة في مشهد.

كما جرت مظاهرات معادية للحكومة في مدن إيرانية أخرى، فيما أفادت السلطات بأن شخصين قتلا أثناء احتجاجات في مدينة دورود، مشيرة إلى أن قوات الأمن لم تطلق الرصاص على المحتجين. انتهى /خ.

اضف تعليق