اكدت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يريد أن يمنح إسرائيل ما لا يمكن أن يقبله قائد فلسطيني أو عربي، مبينة ان ما يريده قد يشعل انتفاضة جديدة. 

وقالت الصحيفة إن عباس ذهب، يوم السبت الماضي 2 ديسمبر/كانون الأول 2017، إلى العاصمة السعودية، الرياض؛ لإجراء مشاوراتٍ مع ولي العهد الطموح حول خطط الرئيس ترامب للسلام في الشرق الأوسط. لكن ما قيل خلف الأبواب المغلقة، أزعج المنطقة منذ ذلك الحين.

ونقل تقرير نيويورك تايمز عن المسؤولين الفلسطينيين والعرب والأوروبيين الذين استمعوا إلى رواية عباس، أن خطة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، التي قدَّمَها تُعد أكثر انحيازاً للإسرائيليين من أي خطةٍ قد تتبناها الحكومة الأميركية، ومن المفترض ألا يقبل بهذه الخطة أي زعيمٍ فلسطيني.

فالفلسطينيون سيحصلون على دولةٍ خاصة بهم، ولكن تلك الدولة ليست سوى أجزاءٍ غير متجاورة من الضفة الغربية، كما ستكون سيادتهم محدودة على أراضيهم. وستظل الغالبية العظمى من المستوطنات الإسرائيلية، التي يعتبرها معظم العالم غير قانونية، في الضفة الغربية كما هي. ولن يُمنَح الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمةً لهم، ولن يكون هناك حق عودة للاجئين الفلسطينيين ولا لذريتهم.

ومن جانبه، نفى البيت الأبيض، الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2017، نسبة هذه الخطة له، قائلاً إنَّ وضع صيغة نهائية لخطة السلام لا يزال يتطلَّب عدة أشهر، فيما نفت الحكومة السعودية تأييدها لهذه المواقف.

وقد تساءل الكثيرون في واشنطن والشرق الأوسط عما إذا كان ولي العهد السعودي يقوم بالتفاوض عن ترامب بهدوء، في محاولةٍ لكسب الأميركيين بصفّه، أو أنّه يعمل بشكلٍ حر من أجل الضغط على الفلسطينيين أو تقديم أي عرض سخي في نهاية المطاف مقارنةً بالآخرين. أو ربما كان عباس، الذي أُضعِف سياسياً بوطنه، يرسل إشاراتٍ -لأغراضٍ خاصة به- بأنَّ الرياض تُشكِّل عليه ضغطاً.

وحتى لو ثبت أنَّ ما قيل ليس صحيحاً، فقد اكتسب رواجاً لدى عددٍ كافٍ من الأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط، من أجل تنبيه الفلسطينيين بشكلٍ قوي لإثارة الشكوك حول جهود ترامب.

وبالإضافة إلى ذلك، قال المستشارون إنَّ الرئيس الأميركي يعتزم الإدلاء بخطابٍ يوم الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2017؛ ليقرّ فيه بأنَّ القدس عاصمة إسرائيل، رغم أنَّ كل جانبٍ ينسبها عاصمةً له، وهو إعلانٌ يقول مُحلِّلون ومسؤولون إقليميون إنَّ من شأنه أن يُقوِّض دور أميركا كدولةٍ وسيطة محايدة من الناحية النظرية.

وقال المُتحدِّث باسم البيت الأبيض، جوشوا رافيل: هناك تكهُّناتٌ وتخميناتٌ مستمرة حول ما نعمل عليه، وهذا التقرير ليس إلّا أحد تلك التخمينات.

وأضاف: لا يعكس التقريرُ الوضعَ الراهن للخطة التي نعمل عليها أو المحادثات التي أجريناها مع الأطراف الإقليمية.

وقال الأمير خالد بن سلمان، سفير السعودية لدى الولايات المتحدة، في رسالةٍ عبر البريد الإلكتروني، إنَّ المملكة لا تزال مُلتزمةً بالتوصُّل إلى تسويةٍ تقوم على مبادرة السلام العربية عام 2002، بما فيها القدس الشرقية عاصمةً لدولة فلسطينية على حدود 1967. ومن الخطأ اقتراح خلاف ذلك.

وأوكلَ ترامب جهود الوصول لما يسميه الصفقة النهائية، إلى صهره غارويد كوشنر، بمساعدة جيسون غرينبلات كبير مفاوضيه، ومساعديه الآخرين.

وهم يعملون الآن على وضع خطة شاملة بشكلٍ سري، بعد ما يقرب من عامٍ من جولات الاستماع في المنطقة.

وقال كوشنر في ظهورٍ إعلامي نادر له، اليوم الأحد، في مؤتمر سابان، وهو مؤتمر يهتم بشؤون الشرق الأوسط تستضيفه مؤسسة بروكينغز: نحن نعرف ما تتضمَّنه الخطة. وأضاف: يعرف الفلسطينيون المناقشات التي أجريناها معهم، كما يعرف الإسرائيليون المناقشات التي أجريناها معهم.

وأُجري لقاء الأمير محمد مع عباس بعد أقل من أسبوعين من زيارة كوشنر للأمير في الرياض؛ لمناقشة خطة السلام. انتهى/خ.

اضف تعليق