بدأ البطريرك الماروني اللبناني، بشارة الراعي، زيارة غير مسبوقة لرأس الكنيسة الأكبر في لبنان إلى السعودية، ومن المقرر أن يجتمع خلالها بالعاهل السعودي وولي عهده، إلى جانب رئيس الوزراء المستقيل، سعد الحريري، وسط جدل داخلي وإقليمي حول استقالته وظروف إقامته بالرياض، وصولا إلى نقاش داخلي لبناني حول الزي الكنسي خلال الزيارة.

وكالة الأنباء السعودية أشارت إلى أن البطريرك الراعي وصل إلى مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالقطاع الأوسط بالرياض، حيث استقبله وزير الدولة لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، وقائد القاعدة صالح بن عبدالله بن طالب، وسفير لبنان لدى المملكة عبدالستار عيسى ومندوب عن المراسم الملكية.

وفي مستهل زيارته، تحدث الراعي إلى الجالية اللبنانية في السعودية، واصفا العلاقات بين البلدين بأنها "متجذرة بالتاريخ"، كما توجه بالشكر للعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان على حسن استقبال اللبنانيين مضيفا: "ما كنت أحلم يوما أن ازور المملكة ولكنني كنت في شوق لزيارتها". وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء اللبنانية.

وشدد الراعي على وقوف المملكة إلى جانب لبنان "في جميع الأوقات"، علما أنه من المقرر أن للبطريرك الماروني أن يجتمع الثلاثاء مع العاهل السعودي ثم مع ولي عهده قبل أن يعود ليلتقي بالحريري ليغادر مساء متوجها الى روما للمشاركة في عدد من الاجتماعات الكنسية.

الزيارة - التي تعتبر الأولى لرأس الكنيسة المارونية الواسعة النفوذ في لبنان ومنطقة المشرق – لم تخل من الجدل الديني، وظهر ذلك من خلال الحديث عن الثوب الكنسي لرئيس أساقفة بيروت للموارنة، المطران بولس مطر، المرافق للراعي، وقد أصدرت الأسقفية بيانا قالت فيه إنه "منعا للأضاليل وإيضاحا للحقيقة"، وذكرت فيه أن مطر سبق أن زار السعودية لمرتين لتقديم واجب العزاء، وقد فعل ذلك "بثوبه الأسقفي والصليب"، وقد رحب الجانب السعودي بذلك آنذاك.

وداع البطريرك الماروني في بيروت شارك فيه لقائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان، وليد بخاري، وقد لفت الراعي خلالها إلى أن اللبنانيين ينتظرون عودة الحريري إلى بلده وأنهم "لن يرتاحوا إلا بعد عودة الرئيس الحريري وعودة الحياة الطبيعية والعامة"، في حين طمأن بخاري على وضع الجالية اللبنانية في السعودية، قائلا إنهم "في وطنهم الثاني ويعاملون بكل احترام وتقدير من السلطات السعودية" وذلك بعد تعليق للراعي قلل فيه من أهمية الشائعات حول إمكانية ترحيلهم. انتهى/خ.

اضف تعليق