ابصر حزب سياسي جديد النور في تركيا، الحزب أسسته النائبة السابقة في حزب الحركة القومية ميرال أكشنار التي تنتقد سياسات الرئيس رجب طيب أردوغان وتدعو الى تصحيح المسار السياسي في البلاد.

الحزب الجيد هو حزب وطني علماني محافظ في تركيا، تأسس في 25 أكتوبر 2017 على يد ميرال آكشنار ومعها منشقون عن حزب الحركة القومية (MHP) اليميني المتطرف وأحزاب أخرى.

 وقد أُنشئ الحزب كبديل محافظ مضاد للأردوغانية للناخبين اليمينيين، مؤكداً بشكل كبير على استعادة النظام البرلماني وهيبة القضاء وباقي مؤسسات الدولة.

كيف ولد الحزب الحزب الجيد؟

أسس الحزب الجيد في أعقاب الاستفتاء الدستوري التركي المثير للجدل في 2017، والذي انتقل بعده النظام السياسي التركي من نظام برلماني إلى نظام رئاسي بدعم من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

إلا أن بعض الأعضاء البارزين في الحزب الأخير عارضوا التعديلات الدستورية، وإما استقالوا من الحزب أو طردتهم قيادة الحزب.

ويحمل الحزب اسم "الحزب الجيد" واختار "تركيا ستتحسن" شعارا له، واللافت في الأمر هو استلهام أكشينار اسم حزبها الجديد من علم قبيلة كايا، أحد القبائل التركية القديمة، حيث كان علم القبيلة الذي يتألف من سهمين وقوس والذي يحمل كلمة "جيد" وهى الكلمة التي حملها علم حزب أكشينار بنمط الكتابة نفسه. ومن الملاحظ أن هذا العلم تكثر مشاهدته في مسلسل "قيامة أرطغرول".

ميرال آكشنار، التي قامت بمحاولة غير ناجحة لزعامة حزب الحركة القومية في 2016، طـُرِدت في 8 سبتمبر 2016، وطوال معظم عام 2017، كانت هناك تكهنات أن اكشنار وحلفاءها سوف يشكلون حزباً لهم للمنافسة مع حزب الحركة القومية برئاسة دولت بهچه‌لي لجمع أصوات القوميين الأتراك في الانتخابات العامة 2019.

وأخيراً أعلنت اكشنار عن تشكيل حزب جديد في 25 أكتوبر 2017، في مؤتمر انعقد في مركز ناظم حكمت الثقافي، وفي ذلك اليوم، أُعلِن اسم وشعار وحادي الحزب للعامة.

هل له تمثيل سياسي؟

بسبب خروج السياسيين من الأحزاب القديمة، فإن للحزب الجيد خمسة نواب في المجلس الوطني الأكبر لتركيا حين أُسِس، بما في ذلك النائب عن حزب الشعب الجمهوري آيتون چيراي والمنشق البارز عن MHP يوسف هلاچ‌أوغلو.

البرنامج السياسي

أهداف الحزب الجيد مذكورة في خطاب 25 أكتوبر 2017 الموجه لأعضائه. وهي كما يلي:

وضع تركيا ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم.

زيادة متوسط دخل الفرد إلى $14.500 دولار في أول خمسة أعوام.

الارتفاع بعدد سنوات التعليم إلى 11 سنة دراسية.

بلوغ 100% محو أمية النساء تحت 40 سنة في خمس سنوات.

أن تصبح تركيا ضمن أعلى 40 دولة بنهاية أول خمس سنوات في مؤشر الثروة العالمي.

العودة إلى النظام البرلماني بدستور جديد في أول عام.

صياغة قانون أحزاب جديد في أول سنة.

زراعة 150 ألف هكتار سنوياً لمقاومة تآكل التربة.

أن تصبح تركيا ضمن أعلى 20 دولة في ترتيب PISA order.

خفض معدل البطالة إلى 8% بنهاية أول خمس سنوات.

التطبيق الفوري لمعايير الاتحاد الأوروبي في حرية الصحافة.

جعل جواز السفر التركي ذا قيمة وسمعة طيبتين.

المرأة الحديدية ومستقبل سلطة اردوغان

وصف صحيفة التايمز البريطانية أكشينار بـ"المرأة الحديدية"، مفيدة أن أكشينار تستعد لتحدي أردوغان.

وميرال أكشنار، سياسية مخضرمة من مواليد 1956، وقد بدأت حياتها السياسية في تسعينات القرن الماضي مع حزب الطريق القويم (DYP)، وكانت أول امرأة في تاريخ تركيا والوحيدة حتى الآن التي تشغل منصب وزير الداخلية في الحكومة الائتلافية بين حزبي الرفاه بقيادة أربكان والطريق القويم بقيادة تشيللر.

وقد نجحت أكشنار في دخول البرلمان في الانتخابات البرلمانية 1995 و1999 عن حزب الطريق القويم (الذي استقالت منه عام 2001) وانتخابات 2007 و2011 وحزيران/يونيو 2015 عن حزب الحركة القومية (MHP)، وكانت نائب رئيس البرلمان في دورتين تشريعيتين، لكن حزبها لم يرشحها في انتخابات الإعادة في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بسبب حالة الجدل الداخلية.

أن رهان الحزب الأهم هو طرح نفسه بديلاً للعدالة والتنمية لقيادة تركيا، ويبدو ذلك واضحاً وجلياً في كثير من التفاصيل التي حاول فيها التشبه به أو تقليده، منها اسمه (غير المؤدلج) وشعاره الذي يحوي الشمس (مقابل "لمبة" العدالة والتنمية) وتمثيله لمختلف التيارات، والأهم من كل ذلك طرح نفسه "حلاً" لمشاكل تركيا و"فشل الحكم" فيها كما فعل العدالة والتنمية لدى تأسيسه. ويبدو أن الحزب الجديد يراهن على كسب الطيف الذي لم يؤيد التعديل الدستوري داخل أطر العدالة والتنمية، والمستقلين والغاضبين من أحزابهم.

وبين "الحزب الجيد" أو "حزب الخير" أو "الحزب الحسن" أو غيرها بسبب رمزية اسمه التركي وقصره (İYİ PARTİ)،  يبقى حزب اشكينار يثير الجدل في تركيا بسبب أسماء مؤسسيه وخلفياتهم، واهدافه التي وضعها واولها التخلص من سلطة حزب العدالة والتنمية. انتهى/خ.

اضف تعليق