كافتريات بانغام صاخبة واخرى اعتمدت الهدوء بأجواء وديكورات توصف "بالرومانسية" تغزوها لقطات "السيلفي" فيما تنعى المكتبات روادها برفوف اكل عليها الدهر وشرب، تلك صورة اوضح واعمق مغزى من اي كلام يذكر لواقع التعليم الجامعي في العراق.

اذ تربع مبدأ اقتناء احدث اجهزة الهواتف النقال اولويات الطلبة بديلا عن امتلاك الكتاب العلمي، واندرج زي (الابيض والرمادي ) الجامعي بقائمة التراث ليكون الحرم التعليم العالي دار مفتوحة لأحدث صيحات موضة الازياء العالمية، ولسان حال الواقع الجامعي اليوم "مستحب الكافتريا اولاً، وعلى الله العوض في واجب الكتاب".

هذا ما اكدته الدراسات العالمية ضمن مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الذي اعلن عن خروج العراق من نطاق تقييمها للعام الجاري 2016 وذلك بسبب الافتقار لمعايير جودة التعليم.

المشرفة التربوية حليمة الجبوري تلقي بكرة المسؤولية لتراجع مستوى الثقافة العلمية للطالب الجامعي في الكليات الحكومية أو الأهلية على السواء بمعلب الطلبة وذويهم، لاهتمامهم بتوافه الأمور وشكليتها والبهرجة والقشور بشكل لا يتناسب وبيئة الحرم الجامعي وعزوفهم عن الهدف الأساس من التحاقهم بهذه الكليات وهو طلب العلم والمعرفة".

وتضيف الجبوري في الجامعات اليوم هناك محاضرات فقط ولا وجود لطرائق التدريس حيث يكون المحاضر ملقن فقط وهو الطرف الفعال في عملية التعليم والتعلم ومحور العملية التربوية

والملفت للنظر ان "أغلب الجامعات العراقية الحكومية او الاهلية توسط الحرم التعليمي جغرافيا بين عدد كبير من الكوفيهات المدعومة بـ"بالاركيله" والنوادي العصرية، ومراكز التجميل والمولات مقارنه بندرة واضحة للمكتبات او المعاهد العلمية او الثقافية.

اما داخل الحرام الجامعي فدائرة الاستغراب تتسع فالرغم من ارتفاع اعداد الطلبة، وغزارة انتاجهم داخل الجامعات الا ان سوء التوزيع واضح بشكل ملفت نتيجة لهجرة الطلبة لمقاعدهم الدراسية وزخمهم داخل الكافتريات والنوادي والحدائق العامة.

احد التدريسين في جامعه بغداد نتحفظ على ذكر اسمه حمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مسؤولية تراجع مستوى التعليم في الجامعات، وذلك لافتقار الوزارة لبرامج تعليمة متطورة، ذاكراً ان" الفخامة التي تتمتع بيها الكافتريات والنوادي ذات التوجه الربحي الاستثماري واهمال المكتبات المركزية المتطورة بما فيها الافتراضية اسم في العزوف عن الكتاب وبالتالي هجرته".

واضاف المسؤولية يتحمل من جانب اخر الطلبة الذي باتوا يستسهلون بالمال والنفوذ وقرارات الدور الثالث وترقين القيود الدور المناط لهم في اهمية التعلم والثقافة.

وتابع الطرف الثالث والاهم في موضوع تراجع التعليم وهجرة الكتاب يتحملها بشكل كبير بعض الأساتذة نتيجة اعتمادهم على ملزمة المحاضرة دونما الكتاب، وضعف طرائق التدريب، والتدريس وفق مبدا العقاب والمكافئة في اصدار التقارير والبحوث واستسهال الطلبة ".

يأتي تقييم مؤشر دافوس لجودة التعليم وترتيب الدول فيه استنادا إلى مؤشر التنافسية العالمي الذي حدده المنتدى الاقتصادي العالمي، ويتم احتساب درجات المؤشر عن طريق جمع البيانات العامة والخاصة المتعلقة بنحو (12) فئة أساسية، تضم المؤسسات، والابتكار، وبيئة الاقتصاد الكلي، والصحة والتعليم الاساسي، والتعليم الجامعي والتدريب، وكفاءة أسواق السلع، وكفاءة سوق العمل، وتطوير سوق المال، والجاهزية التكنولوجية، وحجم السوق، وتطور الاعمال والابتكار، وهذه المجالات كلها متدهورة في العراق إلى حد فاق الوصف بحسب التقرير.انتهى/س

اضف تعليق