في الوقت الذي تتصاعد فيه ردات الفعل ومواقف بعض الدول ضد إقليم شمالي العراق بسبب استفتاء الانفصال الذي أجراه أمس الاثنين، قال رئيس وزراء الإقليم إن "إدارة الإقليم لا ترغب في انفصال واستقلال يجرنا إلى حرب."

جاء ذلك في حوار أجرته صحيفة "تركيا" التركية مع بارزاني، أمس الأربعاء، أشار فيه إلى أن الاستفتاء لا يشكل تهديداً للأمن القومي التركي، وأن إغلاق المعابر الحدودية بين الطرفين لا يعود بالفائدة على تركيا ولا على إدارة الإقليم، مبيناً أن قرار الاستفتاء كان تجلياً لإرادة الشعب الكردي في الإقليم.

وأضاف بارزاني أن إدارة الإقليم ترغب في علاقات أفضل مع تركيا، منوهاً إلى أن "إجراء الاستفتاء لا يعني قيام دولة كردستان المستقلة في اليوم التالي."

وفيما يخص نية انقرة إغلاق المعابر الحدودية مع الإقليم قال بارزاني: "يجب أن تبقى المعابر مفتوحة، إذ أن إغلاقها لا يعود بالنفع لأي واحد من الطرفين. كما أن حجم التبادل التجاري بين أنقرة وأربيل وصل إلى 10 مليارات دولار منذ 2016، وكان من المتوقع أن نرفع هذا الرقم إلى 14 مليار دولار في 2017."

وفي معرض تعليقه على إغلاق تركيا المحتمل لخط أنابيب نقل النفط الواصل بين الإقليم وميناء "جيهان" جنوب شرقي تركيا والذي يتم عبره تصدير نفط الإقليم إلى أوروبا، قال بارزاني: "كانت تركيا مركزاً آمناً دوماً لنقل الطاقة التي لدينا إلى أوروبا، ونتمنى أن يستمر الأمر كذلك بعد الآن. وإن التحكم بأنبوب النفط هذا هو بيد أنقرة، لكن يجب ألا ننسى أن بيننا اتفاقيات موقعة بهذا الشأن. ونحن بصدد إنشاء شبكة خطوط للغاز الطبيعي من أجل تصدير الغاز الطبيعي إلى تركيا وأوروبا."

في هذا السياق أكدّ بارزاني على أن مدينة كركوك التي كانت موضع جدل كبير خلال الاستفتاء، ليست حكراً على الأكراد فقط. بل هي مدينة التعايش، وهي للعرب، والتركمان، والمسيحيين وغيرهم من المكونات الاجتماعية.

واختتم بارزاني بالتطرق إلى عدم الحاجة لتوسيع المناورات العسكرية التركية التي تجري منذ أكثر من 10 أيام على حدود الإقليم مع تركيا، مبيناً: "إننا لا نريد استقلالاً وانفصالاً يجرّنا إلى حرب" وأنهم سيستمرون في الحوار مع بغداد على الرغم من أن مواقف وسياسات الأخيرة تجاههم كانت هي الدافع بهم إلى خيار الاستفتاء كبديل للحصول على حقوقهم.

اضف تعليق