تستمر الضغوط الدولية على رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود البارزاني من اجل تأجيل او الغاء الاستفتاء المزمع اجراؤه في ايلول سبتمبر المقبل تمهيدا للانفصال عن العراق. 

ايران وتركيا اكثر دولتين يهمهما الاستفتاء بسبب الواقع الجيوسياسي في المنطقة رفضتا الخطوة الكردية جملة وتفصيلا مهددتين باتخاذ إجراءات صارمة في حال اقامته اولها الحصار الاقتصادي وليس انتهاءا بالتهديد العسكري. 

زيارات خاطفة لمسؤولين اكراد الى بغداد اجتماعات متواصلة بين ايران وتركيا، في الثناء تواصل الولايات المتحدة جهودها لثني بارزاني عن قراره اخرها زيارة وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس الى بغداد واربيل والذي اكد ان بلادها تقف مع العراق الموحد، اعقبها زيارة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على نفس الخط. 

"قرار خاطئ"

وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قال اليوم الأربعاء، إنه سيبلغ المسؤولين الأكراد في العراق بأن قرارهم إجراء استفتاء على الاستقلال "خاطئ"، وبأن أنقرة تتوقع إلغاء التصويت.

وكان تشاووش أوغلو يتحدث في مؤتمر صحفي خلال لقائه نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد، قبل أن يتوجه إلى أربيل للاجتماع مع مسؤولين أكراد.

وتابع الوزير التركي ان "الخطوات التي تمت مثل رفع علم كردستان على الدوائر الحكومية في كركوك مخالفة للدستور العراقي، وكذلك قرار تنظيم استفتاء على الاستقلال قرار خاطئ".

وأكد وزير الخارجية التركي على أهمية أن تحل كل المشاكل بين بغداد وأربيل في إطار وحدة العراق.

وتخشى أنقرة، التي تقاتل حزب العمال الكردستاني منذ عقود في مناطقها الجنوبية، من إقامة دولة كردية بمحاذاة حدودها الجنوبية مع العراق وسوريا.

تركيا وتأكيدا على صلابة موقفها طلبت من ممثل الإتحاد الوطني بهروز كلالي مغادرة أراضيها

وافاد الموقع الرسمي للاتحاد الوطني الكردستاني نقلا عن مصادر مطلعة اليوم الأربعاء، بأن "تركيا طلبت من ممثل الإتحاد الوطني مغادرة أراضيها".

وقالت المصادر، انه "بسبب المشاكل بين الاتحاد الوطني الكردستاني وأنقرة، طلبت تركيا من (بهروز كلالي) ممثل الإتحاد الوطني مغادرة اراضيها".

وأوضحت المصادر، أنه من المقرر أن يغادر كلالي مع أفراد عائلته أنقرة مساء اليوم، والتوجه إلى مدينة السليمانية.

 

تقسيم المنطقة

من جهتها عدت القوات المسلحة الإيرانية، الأربعاء، الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق المزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول المقبل بأنه حركة "تتماشى" مع السياسات الأميركية، محذرة من تقسيم دول المنطقة في حال إجرائه.

ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية عن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد مسعود جزائري قوله، "نحن نرى هذا الاستفتاء حركة تتماشى مع السياسات الأميركية المبنية على تقسيم دول المنطقة ونعارضها بلا شك".

من جانب آخر، قال جزائري إنه "بعد النجاحات التي حققتها سوريا والعراق في محاربة الإرهاب والانتصارات التي تحققت في هذه البلدين، أدركت بعض دول المنطقة أنه عبر الأعمال الإرهابية والتعاون مع أميركا في مجال نشر الإرهاب في المنطقة، لن تحقق أية مصلحة تذكر".

وتابع أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تسعى عبر التعاون مع باقي دول غرب آسيا لتجفيف جذور الإرهاب بالكامل، لذلك بدأت زيارات مع الدول وهذا يبعث على الأمل حتى تبصر منطقة غرب آسيا الحساسة نور السلام والهدوء". 

هروب الى الامام

مراقبون للشأن العراقي اكدوا ان اصرار بارزاني على اقامة الاستفتاء ما هو الا هروب من مشاكل الاقليم المتراكمة سياسيا واقتصاديا، ومحاولة لابتزاز الحكومة المركزية للحصول على المزيد من المكاسب السياسية. 

وعدوا الامر التفافا على الازمة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردستانية والهاء المواطنين الاكراد عن الوضع الاقتصادي المتردي في الاقليم بالرغم من تصدير حكومة اربيل لملايين البراميل من النفط الخام واستيلاءها على واردات المنافذ الحدودية والضرائب و17% من الموازنة الاتحادية. 

في ظل كل هذه المشاكل المتراكمة والرفض الاقليمي والامريكي القاطع هل يغامر البارزاني بالمسير في طريق حلمه بتزعم الدولة الكردية؟ هذا ما ستكشفه الايام المقبلة. 

اضف تعليق