ارتفاع حالات الإصابة بمرض نقص المناعة (الايدز) في العراق بشكل عام، والعاصمة بغداد بالخصوص، أفضى لجملة من التساؤلات حول مسببات انتشاره بعد غياب تسجيل أي حالة بالمرض منذ أكثر من 30 عام بحسب إحصائيات الصحة العالمية والمحلية.

حيث كشف مدير عام صحة الكرخ ببغداد إن “مديريته رصدت مؤخرا 15 إصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)”، لافتا إلى أن “هذا العدد يمثل أضعاف ما تم رصده في السنوات السابقة”.

مختصون في هذا الشأن رجحوا سبب انتشار المرض وارتفاع نسبته إلى انتشار الملاهي والمساجات وتفشي بعض الممارسات الطبية الخاطئة واستخدام أساليب غير صحية في الحلاقة والوشم لاسيما الممارسات غير الأخلاقية والبعيدة عن الدين والأعراف للشباب خلال السفر والسياحة.

يذكر إن مصادر طبية كشفت في وقت سابق عن العديد من الإصابات بمرض الايدز في منطقة الطوايل في بغداد، والطوايل يعتبر اكبر مركز للممارسات غير الأخلاقية في بغداد.

والإيدز أو السيدا أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة، هو مرض يصيب الجهاز المناعي البشري، ويسببه فيروس نقص المناعة البشرية فيروس إتش أي في (HIV) وتؤدي الإصابة بهذه الحالة المرضية إلى التقليل من فاعلية الجهاز المناعي للإنسان، بشكل تدريجي ليترك المصابين به عرضة للإصابة بأنواع من العدوى الانتهازية والأورام.

و ينتقل هذا الفيروس من خلال الاتصال الجنسي غير الآمن، أو من خلال عملية نقل الدم، أو من خلال إبر الحقن الملوثة بهذا الفيروس، ويعتبر مرض الإيدز حاليًا جائحة (من الأمراض الوبائية والمتفشية). ففي عام 2007 تم تقدير عدد المصابين الأحياء بهذا المرض حول العالم بنحو 33.2 مليون شخص. كذلك، فإن هذا المرض قد أودى بحياة ما يُقدر بحوالي 2.1 مليون شخص ويعد الايدز من الأمراض التي تعيق تحقيق النمو الاقتصادي ويدمر رأس المال البشري.

وزارة الداخلية وعلى لسان مستشارها الإعلامي وهاب الطائي، أكدت أن هنالك ثلاث حالات ايدز لعاملات تأكدت إصابتهن، يعملن في مراكز للمساج في مناطق وسط العاصمة، وهي بحسب ما شوهد تتواجد فيها عاملات من دول أسيوية يرجح انتشار "الايدز " بين كوادرها.

الحال ينسحب على الملاهي والمقاهي الاجتماعية المعنونة تحت "النوادي الترفيهية" والتي يجرى داخلها ممارسات غير أخلاقية تفشت على أثرها العديد من الأمراض السرطانية كما يؤشر الى وجود حالات لمرض نقص المناعة بين العاملين فيها على وجه الخصوص من النساء وهو ما يسهم بتفشي المرض بين مرتاديها.

اذ يقول عضو اللجنة الأمنية لمجلس محافظة بغداد فاضل الشويلي ان "مجلس محافظة بغداد صوت على إلغاء اغلب الملاهي والنوادي الليلية ومراكز المساج لما لها من تأثير سلبي على المجتمع العراقي، مشيرا إلى إن "المجلس كان يستقبل الكثير من الشكاوي لأهالي المناطق القريبة من هذه المحال والمراكز في الكرادة، والجادرية، والسعدون، وغيرها بسبب الأصوات الصاخبة والروائح الكريهة الصادرة وما يخلف ذلك من انتشار للأمراض الخطرة".

وأوضح عضو اللجنة الأمنية في حديث لوكالة "النبأ للإخبار" بان "اللجنة طالبت بضرورة إبعادها عن المناطق السكنية، وتنظيمها وفق سياقات عمل وقانون خاص والحصول على إجازات خاصة لممارسة المهنة وتشريع قانون خاص بها من قبل مجلس النواب لكي لا تعتبر قمع للحريات وما شابه ذلك.

وكان المئات من المواطنين تجمعوا في ساحة الحرية وسط بغداد خلال الأسبوع الماضي مطالبين بإغلاق النوادي الليلية والبارات ومراكز المساج وأعلنوا عن مساندتهم لعمليات بغداد بهذا الأمر".انتهى/س

اضف تعليق