يقول الخبير في الشؤون الاستراتيجية هشام الهاشمي في مقال عن تشابك الخطوط العسكرية والامنية والسياسية في قضاء الحويجة جنوبي كركوك والذي تقطنه اغلبية عربية.

الحكومة في بغداد في ورطة حين تتعامل مع ملف تحرير الحويجة, إضعاف العرب السنة والتركمان يعني تقوية الكرد وداعش والعكس صحيح، فإضعاف داعش والكرد يعني تقوية العرب والتركمان، والعبادي لا يمتلك القدرة على أن يواجه هذه المعضلة وهو يعاني مأزق التردد بين التحالف الدولي والتحالف الرباعي.

يشير الهاشمي الى ان "هناك أمور معقدة ولكن في غاية الأهمية بين الكرد وحلفائهم من جهة وحكومة بغداد وحلفائها من جهة أخرى يتمثل في عدم وضوح هوية الصديق والعدو في الحويجة وأن كان الجميع يتفق أن العدو هو داعش ولكنهم يختلفون فيما هو عدا ذلك".

ويضيف "ذهنية العشائر العربية في الحويجة تنظر دائماً بسلبية نحو الكرد لأسباب تاريخية كثيرة صنعتها سياسة حزب البعث، والشارع العربي لا يثق كثيرا بالأمن الكردي رغم أنها تعتبر حاليا (صديق ومنقذ مقرب)... عشائر الجبور والعبيد والحمدان والنعيم تسببوا في خسائر كبيرة للكرد منذ بدايات حرب ١٩٧٦ حيث هزمت الكرد في حروب كثيرة واستولت على أجزاء من الأراضي الكردية".

ويؤكد الهاشمي ان "الحويجة تعتبر مرتكز الصراع العربي الكردي وهي بؤرة جيش رجال الطريقة النقشبندية وفيها عدد كبير من مقاتلي الجيش الإسلامي ومنها كل ولاة صلاح الدين وكركوك في تنظيم داعش، وهي غنية بالخبرات العسكرية والأمنية من النظام السابق".

مشيرا "بعد ١٤ حزيران٢٠١٤ سقطت كل قرى ونواحي قضاء الحويجة بيد داعش, الزاب والعباسي والرياض والرشاد، وتم التحاق اكثر من ٢٠٠٠ شاب بهم، وأعطوا البيعة لابي فاطمة نعمة عبد نايف الجبوري وعسكري الحويجة عبدالناصر هلال".

ولفت الهاشمي الى ان "الحويجة من مناطق التمكين والعمق الاستراتيجي لتنظيم داعش في مناطق الشمال فيها المخازن والأسلحة الثقيلة والدبابات وعشرات المعسكرات العسكرية والأمنية والشرعية والمحاكم الشرعية".

مشيرا الى ان "قيادات تنظيم داعش في صلاح الدين تعتمد على المدد البشري في مناطق القيارة والشرقاط والحويجة لحمايتها إلا أن أخطر خزين بشري لها في الحويجة".

وبين ان "الضغط على داعش بعد معارك شمال تكريت، ينبغي أن يبدأ من الحويجة والشرقاط، ومحاولة فتح ثغرات هناك بمشاركة عشائر الجبور والجنابيين، يمثل محاولة ناجحة لاستعادة زمام المبادرة، لا بد من إسناد ذلك بقوة وكثافة سلاح الجو".

اضف تعليق