اعترفت بلجيكا بأنها كانت على علم، منذ يونيو الماضي، بوجود شحنة بيض قادمة من هولندا قد تكون ملوثة بمبيد حشري.

وذكرت هيئة سلامة الغذاء البلجيكية أنه تم التكتم على تلك المعلومات بسبب فتح تحقيق في القضية، مشيرة إلى أن بلادها كانت على علم "منذ بداية يونيو باحتمال وجود مادة الفبرونيل في منتجات الدواجن".

وأوضحت كاترين شتراغير، المتحدثة باسم هيئة سلامة الغذاء قائلة: "فتحنا على الفور تحقيقا، كما أبلغنا النيابة العامة لأنها قضية تتعلق بوجود غش محتمل".

وتوصلت الاختبارات إلى أن مادة فبرونيل الكيميائية موجودة في البيض الهولندي، وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الفبرونيل مادة "متوسطة السمية"، وتشير المنظمة إلى أن المبيد الحشري يمكن أن يلحق الضرر بالكلى والكبد والغدد الليمفاوية، كما يسبب أعراضا مثل الغثيان والقيء وتهيج العينين. وتستخدم هذه المادة في قتل البراغيث والقمل والقراد، ويمنع استخدامها بالقرب من الأماكن المخصصة لإنتاج الأغذية في الاتحاد الأوروبي.

وتخلصت المحال التجارية في بلجيكا وألمانيا وهولندا من البيض الذي يحتمل تلوثه، وأكدت ألمانيا لجارتيها بلجيكا وهولندا على ضرورة الإسراع في الكشف عن ملابسات تلوث البيض، الذي وصفته بأنه عمل "إجرامي"، استدعى سحب كميات هائلة من البيض من مراكز البيع في أوروبا.

وقال وزير الزراعة الألماني كريستيان شميت: "تسبب أحدهم بشكل واضح وبنية إجرامية بتلويث البيض بمادة محظورة"، وأضاف "أنتظر من السلطات المختصة كشف ملابسات هذا الملف بسرعة وبدقة، وخصوصا بلجيكا وهولندا الملزمتين بذلك".

وتعد هولندا أحد أكبر مصدري البيض في العالم وأكبرهم في أوروبا، حيث تصدّر ما يقدر بنحو 65% من إجمالي 10 مليارات بيضة تنتجها في العام.

الجدير بالذكر أنه تم إغلاق قرابة 180 منشأة لمنتجات الدواجن في أنحاء البلاد بشكل مؤقت، وفتحت تحقيقات في القضية التي بدأت عندما استعان مربو دواجن هولنديون بشركة متخصصة للقضاء على قمل الدجاج، والتي استخدمت مادة الفبرونيل المحظورة في معالجة الحيوانات التي تباع في متاجر المواد الغذائية، وتم تصدير البيض الملوث بها.

وكانت ألمانيا الأكثر تضررا من هذه الفضيحة، حيث قدرت وزارة الزراعة كمية البيض التي صُدّرت إليها "بثلاثة ملايين بيضة ملوثة على الأقل"، وأوضحت الوزارة أن الإنذار الأول صدر في الواقع عن بلجيكا، في 20 يوليو، لكن برلين لم تُبلغ بالأمر إلا الأسبوع الماضي من قبل السلطات الهولندية. ومع ذلك، رأى الوزير الألماني أن "نظام الإنذار الأوروبي الذي يحمي المستهلكين كان فعالا".

من جانبها، أكدت هيئة سلامة الأغذية البلجيكية أن الكميات تبقى دون العتبة المحددة وفق القانون الأوروبي، أي أنها غير مضرة بصحة المستهلكين. انتهى /خ.

اضف تعليق