في يومين فقط تلقى رئيس حكومة اقليم كردستان المنتهية ولايته ثلاث صفعات قوية اثنين منها من داخل الاقليم والاخرى من رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد تعرقل هذه الصفعات مشروعه باستقلال الاقليم. 

لكن للشارع الكردي الرافض لسياسة بارزاني كلمة اخرى، فبعد فترة قصيرة على إعلانه عن إجراء ما اسماه "إستفتاء الإنفصال"، وجه المواطنون الاكراد ضربة قاضية جديدة له لرفضهم مشروعه التقسيمي. 

حيث اظهر استطلاع للرأي اجرته وسائل إعلام كردية، يوم امس الثلاثاء، رفض 61.74 % من الكرد الانفصال عن العراق، وذلك في أول استطلاع للرأي قبل نحو شهرين من تنظيم الاستفتاء.

وذكر موقع صحفي كردي، ان "التصويت اجري على أحد مواقع التواصل الاجتماعي من قبل وسائل إعلام كردية وكان السؤال هل ستصوت بنعم ام لا على (استقلال كردستان)؟".

واضاف الموقع ان "119 الف شخص شاركوا في التصويت خلال فترة الاستفتاء التي استمرت شهرا من 10 حزيران إلى 10 تموز، وكانت النتيجة أن 61.74 بالمائة صوتوا بكلمة لا، فيما صوت 38.26 بالمائة بكلمة نعم"، مبينا أن "عدد رافضي الإنفصال بلغ 56.855 الف مواطن، فيما صوت 35.232 الف آخرين بنعم".

واوضح الموقع الصحفي الكردي، أن "الكثير من الكرد انتقدوا بقاء مسعود بارزاني في السلطة على الرغم من انتهاء ولايته منذ 20 آب عام 2015 واصراره على البقاء فيها والتمسك بها على الرغم من عدم قانونية وجوده واغلاق البرلمان واستخدام اجراء الاستفتاء على الانفصال من اجل البقاء في السلطة".

فيما صرح مواطنون اكراد آخرون كذلك عن اسباب رفض الإنفصال عن العراق بأنهم لايريدون الإنفصال عن البلاد ولا يوجد لديهم قادة وطنيون يلبون طموحاتهم وليست لديهم ثقة بهؤلاء السياسيين الذي يتزعمون السلطة. 

من جهته اعلن صاحب مجموعة شركات "ناليا" شاسوار عبد الواحد، عن اطلاق حملة ضد اجراء الاستفتاء على استقلال اقليم كوردستان خلال الاسابيع القليلة المقبلة تحت عنوان "لا للاستفتاء"، في اول خروج على اجماع الاحزاب والاطراف الكوردستانية على اجرائه في الخامس من شهر ايلول المقبل.

وجاءت تصريحات عبد الواحد وهو شقيق رئيسة كتلة التغيير الكوردية في مجلس النواب العراقي النائب سروة عبد الواحد، ويملك عدد من وسائل الاعلام، خلال مشاركته في برنامج على قناته التلفزيونية واعلن فيها ان الاسبوع المقبل سيشهد اطلاق حملة وتشكيل حركة لجمع واستحصال الاصوات المناهضة لاجراء الاستفتاء على استقلال اقليم كوردستان، لافتا الى انه من اجل هذا الهدف خاطب العديد من الشخصيات داخل الاحزاب الخمسة الرئيسة في الاقليم، حسب قوله.

وردا على تساؤل عن سبب موقف عبد الواحد هذا، اكد انه يعتقد بان الوقت لم يحن لحد الان لاجراء الاستفتاء لاستقلال الاقليم، لانه لا توجد دولة خارجية مع هذه الخطوة، حسب زعمه.

وبسؤاله عن خشيته من اتهمامه بالخيانة بسبب موقفه من مسألة وطنية كالاستفتاء، اشار عبد الواحد الى انه "انا لا احسب اي حساب لما يقوله المقابل".

وتأتي تصريحات عبد الواحد بعيد عودته من زيارة الى الولايات المتحدة الامريكية استغرقت عدة ايام. 

وجدد رئيس الوزراء حيدر العبادي، امس الثلاثاء، تأكيده على "عدم دستورية" الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان المزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول المقبل، معتبرا أن من مصلحة الكرد البقاء مع العراق، فيما أشار إلى أن حكومته لا تريد التصعيد مع أية دولة جارة.

وقال العبادي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن "الاستفتاء في كردستان غير دستوري، والإقليم جزء من العراق"، لافتا إلى أن "من مصلحة الكرد أن يكونوا مع العراق".

وكان العبادي اعتبر، في (13 حزيران 2017)، أن إجراء الاستفتاء على استقلال كردستان "غير موقف"، وقد يعرقل حل المشاكل بين بغداد وأربيل، فيما أكد وجود قادة كرد "يشكلون" على إجرائه.

وأعلن الإقليم في السابع من حزيران/ يونيو 2017 أنه سينظم استفتاء حول استقلال كردستان في 25 أيلول/سبتمبر رغم معارضة بغداد. 

ترى كيف سيتصرف مسعود البارزاني وسط المعارضة الداخلية التي تخشى استأثاره بالسلطة وعائلته ورفض الحكومة المركزية المتمسكة بوحدة الخارطة العراقية وعدم استجابة دولية؟.

 

اضف تعليق