زج المرأة في مجالات تصنف بالرجولية كان ولا يزال مثار للجدل داخل المجتمعات العربية عامة والمجتمع العراقي خاصة، فهي اليوم سياسية وقاضية ورياضية وخلف مقود السيارة حتى توسطها الشارع وهي تلمس بأنوثتها اشارة المرور لتنظم حركة السير في شوارع العاصمة بغداد، ليطرح السؤال المثير للجدل هل استطاعت المرأة في سلك المرور ان تثبت نحاج التجربة وسط المجتمع الذكوري ؟

النقيب فادي الخزعلي ضمن اعلام المرور العامة اوضح ان "المرأة تحظى في وزارة الداخلية الى اهتمام عالٍ من قبل السادة المراجع في الوزارة ".

ويضيف لوكالة النبأ للإخبار ان" في مديرية المرور العامة توجد مجموعة كبيرة من العنصر النسوي ومبدعات في عملهن وخاصة وان مدير المرور العام اللواء عامر خضير عباس أعطى ثقة كبيرة لمجموعة من الضابطات المتميزات من خلال تشجيعهن وإبداء المساعدة لهن في عملهن واصطحابهم معه في عدد من جولاته في التقاطعات والساحات المهمة في بغداد وأيضا الى المدارس والجامعات والدوائر الحكومية فكانت مشاركة المرأة تحظى بقبول ونيل إعجاب الجهات المعنية لما يحملن من فكر وإبداع في مجال عملهن".

واشار الخزعلي الى ان" اهم التحديات التي تواجه العنصر النسوي فهي تقبل المجتمع خاصة وان الطابع العشائري الذي يغلب على مدنية المجتمع مما يسبب لهن بعض المضايقات من الأهلن فأن اغلب العوائل العراقية لا تتقبل فكرة دخول بناتهن الى السلك العسكري ومن جهة أخرى تجد رغبة لدى المرأة بالعمل والإبداع في هذا المجال".

شرطيات المرور في بغداد اقتحمن مجال كان حكرا على رجال فقط فهن اليوم مكلفات بتنظيم حركات المرور في الشوارع المكتظة بالازدحام ،ورغم صعوبات التي تواجهها المرأة في الشارع ونظرة المجتمع لها ألا ان هذا لم يمنع ضابطات المرور من مزاولة عملهن الجديد وكان الوقت كفيل بتقبل المجتمع العراقي لحاجة شارعها لمسةً أنثوية ناعمة وتعتبر تجربة مروية جديدة ليتم من خلالها بث روح الطمأنينة في نفوس المواطنين عن طريق أشراك كوادر نسائية في مضمار كان مقتصر على الرجال.

مفوض المرور هدى رشيد اشارت في حديثها لوكالة النبأ للأخبار،  ان "عملها يعد ظاهرة فريد وجديدة تشهدها شوارع بغداد ،حيث واجهت وزميلاتها بعض الصعوبات من حيث التقبل الاجتماعي ،وبحسب رشيد فان نظرات الاستغراب والتعجب على وجوه السائقين والمواطنين في البداية كانت مستفزه ومتعبه ،وتضيف لم يلبث الامر طويلا حتى بدات الاستجابة والتفاعل الايجابي بيننا وبين السائقين ، وكذلك المارة يقدرون جهودنا في خدمة المجتمع ونشارك الرجل في مواسم العمل بين مطر وبرودة الشتاء وحر الصيف اللاهب ،وانا سعيدة بان اكون جزءا من عملية تنظيم السير في العاصمة ورغم خطرها ومتاعبها ،لكني كإمرأة ومواطنة عراقية فرحة بالمشاركة التي منحت للمرأة في العمل الميداني".

وتضيف : عمل المجتمع خصوصا الرجال بات اليوم اكثر مرونة في الاستجابة للإشارات المرورية ربا تقديسا للمرأه بشكل عام واحتراما لدورها وجهدها في اداء واجبها الوطني في الشارع.

يذكر ان سبعينات القرن الماضي كان العراق من البلدان العربية الاولى التي منحت المرأة دورا في عملية تنظيم السير في شوارعها ،لكن مطلع الثمانينات تتلاشى وجودهن الميداني واقتصر على العمل الإداري في المكاتب بسبب الحروب التي دخلت البلاد.انتهى/س

اضف تعليق