وصفت صحيفة الغارديان البريطانية الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالثرثار وانه من أشعل الشرق الأوسط وسيصنع التاريخ بسوء الإدارة على المستوى العالمي هكذا.

وفي قراءة للصحيفة ربطت بين خطط ترامب وإسرائيل في المنطقة، مع غضب دول الخليج السنية من دعم قطر للربيع العربي والإخوان المسلمين.

أما اتصالات قطر مع مجموعات تصنفها واشنطن كإرهابيين مثل حماس وحركة طالبان فإنها تمَّت بموافقة واشنطن الضمنية، حسب الغارديان.

تقول الصحيفة البريطانية "الرئيس الأميركي الثرثار ينوي أن يصنع التاريخ بسوء الإدارة على المستوى العالمي".

وبينت الغارديان "حين تُقرَع طبول الحرب، عادةً ما تتخلَّى القوى العظمى في العالم عن عصا الطبل". لكن هذا ليس في حالة ترامب، فقد غرَّدَ على موقع تويتر قائلاً إن "الخطوة التي اتخذتها السعودية والإمارات ستبدأ في وضعِ حدٍّ لـرعب الإرهاب"، مُصدِّقاً بذلك على عزلِ قطر.

تقول الغارديان "في انحيازه الصارخ لأحدِ أطرافِ الخلاف القائم، يُجازِف الرئيس ترامب بسلامة 11 ألفاً من العسكريين الأميركيين ومن قوات التحالف في القاعدة الجوية الأميركية، العُديد، والتي تُشنُّ منها المعركة ضد تنظيم داعش".

وأشارت الغارديان إلى أن ترامب تخبَّط في موقفٍ أثاره القراصنة بالأساس (في إشارة لاختراق وكالة الأنباء القطرية)، لكنها قالت إن "المقلق هو أن الرياض وأبوظبي قد اتخذتا هذه الخطوة بعد الاجتماع مع ترامب". فقد اعتقدتا -هما وآخرون مثل مصر- أنه سيوافق على خطوتهم، وهو ما فعله على تويتر.

أصل العداء لقطر

ولفتت الصحيفة إلى أَن "السعوديين والإماراتيين يكرهون دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين، التي تراها الأنظمة العربية بمثابة تهديدٍ قاتل".

وأشارت الغارديان إلى أَن "قطر تستضيف أيضاً حماس وطالبان، رغم أن هذا بموافقةٍ ضمنيةٍ من الولايات المتحدة التي تريد عزل هذه المجموعات، لكن في الوقت نفسه تريدهم في متناول اليد من أجل إجراء المحادثات".

وفقاً للغارديان فإن تسريباتٍ ظهرت مؤخراً تقول إن "مؤسسات بحثية إسرائيلية تؤيد محاولة السعودية والإمارات عزل قطر".

ومن وجهة نظر الصحيفة البريطانية، فإنه يمكن تتبُّع جذور المشكلات القائمة اليوم بالعودة إلى العام 1995، مع وصول الأمير حمد بن خليفة آل ثاني إلى سدة الحكم.

وترى الغارديان أن "ما يُغضِب الحُكَّام العرب هو دور قطر في الانحياز للمتظاهرين المصريين ضد نظام حسني مبارك، ودعم الإسلاميين في ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي".

وفي انحيازها للشارع العربي، حظت الدوحة بتأييدِ تركيا، التي تستعد الآن لنشرِ قواتٍ في قطر.

وأشارت الصحيفة إلى انقسام المنطقة بين محور الإمارات والسعودية ومصر، الرافض لتيار الإسلام السياسي، ومحور قطر وتركيا الذي يدعم الإسلام السياسي.

وقالت الصحيفة "كان لا بد أن تقيم واشنطن، منذ البداية، علاقاتٍ مع كل الأطراف لخفض التوترات".

وفقاً للغارديان فإن ترامب كان حريصاً على تحديدِ من هم أصدقاؤه. وجاءت بعض العلاقات بفوائدَ كبيرةٍ على عائلة ترامب.

ولفتت إلى أن صندوق إيفانكا ترامب لدعم مشاريع الأعمال النسائية خصص له 100 مليون دولار من المملكة السعودية والإمارات، وهما الدولتان اللتان تتعرَّضان للانتقاد بسببِ عدم استقبال أي لاجئين سوريين. هذا، بينما يدفع ترامب باتجاه سياسةٍ مناقضة لمصالح بلده. هذه حماقةٌ صنعها بنفسه، ومن غير المُرجَّح أنها ستُفضي إلى خير.

و قطعت السعودية، والإمارات، يوم الإثنين 5 حزيران 2017، علاقاتهما مع قطر، التي تتشارك في أكبر مخزونٍ للغاز الطبيعي في العالم مع إيران- منافِسة الرياض المكروهة.

وأُغلَقت الحدود البرية، وحُظِرَت الرحلات الجوية من وإلى قطر، وتوقَّفت الممرات الملاحية. وتتضمَّن المطالبات مقابل رفع الحصار، على نحوٍ سخيف، حسب تعبير الغارديان، وطُلب من المواطنين القطريين بمغادرة البلدان. انتهى /خ.

اضف تعليق