منذ القدم ارتبط شهر رمضان الكريم بالكثير من العادات والتقاليد التي جعلته يتميز عن غيره من اشهر السنة، لكن التقنية الحديثة القت بظلالها على واقع تلك الطقوس والعادات فحل الموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي والسهر حتى الصباح محل المسحراتي الذي كان يجوب الشوارع والمدن ويدعو الصائمين لتنال سحورهم.

اذ يرى باحثون في التراث بأن ظاهرة المسحراتي باتت اليوم وبحكم التطور العالمي المتسارع ضمن التراث الشعبي الإسلامي بعدما اندثرت هذه الشخصية المميزة لطقوس شهر رمضان.

يقول رحيم حميد 27 عاما يقول ان "المهنة مسحراتي وهي من العادات والتقاليد والتراث البغدادي، رغم وجود المنبهات والجوالات والساعات الا أن ابو طبيلة وهو ينادي "سحور سحور سحور "مازال متواجد ويمارس الطقوس على الاقل في الاحياء الشعبية وان تراجعت مؤخرا في بعض المدن.

وأضاف رحيم في حديثه لوكالة "النبأ للأخبار " انه يمارس مهنة المسحراتي منذ عام 2001 ولا يزال رغم ضعف بريقها وتأثيرها ضمن الاجوار الرمضانية المواكبة لحكم التطور العالمي ويضيف " امارس تلك المهنة من باب الحفاظ على التراث ولتعريف الاجيال الجديدة بشخصيته المسحراتي كي لا تقوض التقنية اجوار رمضان وطقوسه عبر الفيس والموبايل ومواقع التواصل الاخرى .

اما أبو حمزة مواطن بغدادي يقول ان "المسحراتي رجل مميز في رمضان وينحصر عملة في ذلك الشهر الكريم، فهو يوقظ الناس للسحور، فلكل منطقة مسحر واكثر حيث يبدأ المسحر جولته قبل موعد الإمساك بساعتين، يحمل طبلته على صدره، ويدق عليها وبيدا جولاته في الأحياء والأزقة. 

ويضيف لوكالة النبأ للأخبار "يزخر شهر رمضان بالعادات والتقاليد الخاصة به التي لا يمكن استرجاعها وتطبيقها ألا في أيام شهر الكريم ونحن نعتز بتراثنا الشعبي ولا زال ابو طبل يتخذ مكانة مهمة في شهر رمضان المبارك".

وحكاية المسحراتي قديمة مرت بأطوار ومتغيرات بدأت أيام الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي اصدر أمرا بان ينام الناس مبكرين وكان جنود الحاكم يمرون على بيوت يدقون الأبواب ليوقظوا النائمين للسحور.

أما أول مسحراتي فكان في مصر هو "عتبة بن اسحق" والي مصر أيام الفتح الإسلامي وكان يخرج بنفسه في مدينة الفسطاط لتسحير الناس وهو يردد "يا عباد الله تسحروا فان في السحور بركة"، وان كان السحار ظهر بسرعة في المجتمع الإسلامي فان "التسحير" لم يصبح حرفة الا في بغداد زمن الدولة العباسية حيث ابتكر البغداديون فن الحجازي وفن القومة وفنون الأدب الشعبي والقومة بالتحديد كان مختصا بالغناء في سحور رمضان. انتهى /خ.

اضف تعليق