سماء الامير من مواليد العراق ـ بغداد 2003، طفلة عراقية مليئة بالحياة والتحدي، هدفها ليس أن تكون فنانة في المستقبل فقط، وإنما انسانة مهمة في الحياة، من خلال تحدي مرضها وتحويله الى حكاية نجاح.

ولدت سماء بحالة مَرَضية صعبة ومزمنة حرمها من أمور كثيرة وجعلتها تلازم البيت، وتتمثل حالتها بقطع في النخاع الشوكي مع فتحة في الظهر انتجت ورماً مما حرمها من المشي والجلوس، وأجرت عملية زرع صمام في الرأس والمعدة لتفادي احد مضاعفات مرضها، لكن سماء وبتكوينها الشخصي واحساسها وذكائها وبتشجيع من والدتها الكاتبة والصحافية أسماء محمد مصطفى، تحاول تحدي واقعها بعالم رسمته في مخيلتها لذا فإنّ أعمالها تتخذ من الأحلام عنوانا لها.

وبما إنها تعيد تدوير الأشياء وتصنع منها بعض الأعمال، فقد قالت: "سأعيد تدوير نفسي)".. بمعنى أنها ستعمل على ان تكون شخصا جديدا ومهما في الحياة، لم يتم قبول سماء في المدرسة المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة بسبب ضعف وضعها الصحي وعدم قدرتها على الجلوس مثلنا، لذا اخذت والدتها وهي مثلها الاعلى ومكتشف موهبتها على عاتقها مهمة بتعليمها القراءة والكتابة في البيت ولكن في فترات متقطعة بسبب نوبات مرضية تنتابها.

أقامت سماء معرضين فنيين الاول كان تحت عنوان "عالم أحلامي يتحدى ألالم"  والثاني بعنوان "نوافذ جمالية" حاز المعرضان على اصداء واسعة اعلامياً وفنياً.

وتوضح والدة سماء الكاتبة والصحافية أسماء محمد مصطفى في حديثها لوكالة "النبأ للأخبار" بأن ابنتها تسعى في تجربتها لإيصال رسالة لا قرانها مفادها ان "الالم والمرض يمكن لهما ان يتحولا الى حكاية نجاح بفعل الارادة والاصرار واننا يجب ان نتعامل مع المرض على انه امر واقع لا يجدي معه الغرق في الحزن واليأس".

وتضيف إن "غايتي من حث طفلتي على التحدي الدائم والاستمرار بالرسم ليس ان تكون فنانة فقط او بالضرورة وانما ان تثق بأنها انسان مهم وله قيمته في الحياة ويستطيع تحقيق هدفه وأن المرض المزمن ليس عائقا امام الإرادة بل هو دافع للتقدم. وهذا ما أوضحه بين وقت وآخر لطفلتي سماء حتى باتت حين أسألها عن هدفها من الرسم تجيبني قائلة كي اشعر بقيمتي".

وتختتم اسماء رحلة حياتها مع ابنتها برسالة توجهها لأمهات يعانين الم مرض أبنائهن بالقول: لا تصعبوا حياة أطفالكم المرضى أكثر مما هي .. فإن بكوا شاركوهم البكاء، ذلك أنّ طاقة الحزن تتبدد نوعا ما عند البكاء، ولكن في اللحظات الدامعة نفسها عانقوهم واهمسوا في آذانهم أنهم الأقوى وأنهم قادرون على فعل أمور إيجابية في حياتهم، وأنهم إذا ما حققوا شيئا فذلك يعني أنهم الأفضل منا نحن الذين خلقنا بأعضاء كاملة.. ساعدوهم كي يحيوا اللحظة وكأنهم كاملون.. إعينوهم بالحب على إطلاق مواهبهم وقدراتهم الكامنة.. فلأشيء يحتاجه المريض كي يشفى.. والعاجز كي يقدر.. أكثر من الحب". انتهى /خ.

اضف تعليق