قام بزيارة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، جمع من طلبة العلوم الدينية والفضلاء من مدينة النجف الأشرف في صباح اليوم الأربعاء الموافق للواحد والعشرين من شهر رجب الأصبّ1438للهجرة، المصادف للتاسع عشر من شهر نيسان/أبريل2017م.

في بداية هذه الزيارة، تحدّث عن أعضاء الوفد وقال: سماحة السيد أدام الله ظلكم الوارف، الجمع الحاضر بين يديكم، هم أساتذة وطلاب البحث الخارج ومؤلّفين وباحثيين وقيادات الحشد الشعبي الغيارى. قدمنا من مدينة جدّكم صلوات الله عليه، النجف الأشرف، لسببين:

الأول: للتبرّك بالأماكن المباركة، مرقد السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها، والمرقد الطاهر لمولانا الإمام الرضا صلوات الله عليه. والثاني: للتشرّف بلقاء العلماء ومراجع الدين، لا سيما مراجع التقليد. ونحبّ أن نسمع الإرشادات والوصايا القيّمة من جنابكم الكريم. سائلين الله تعالى أن يمدّ في عمركم الشريف المبارك.

وقال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: النجف الأشرف، هذه المدينة المقدّسة، التي أنعم الله عزّ وجلّ عليكم بأن تكون فيها بجوار سيّد الوصيين، وإمام المتّقين، مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه. هذه المدينة المقدّسة، وقبلكم، ومنذ قرابة ألف سنة، جاء إليها عشرات الألوف من أمثالكم، من طلاّب العلوم الدينية، وسكنوها، وذهبوا إلى الله عزّ وجلّ. وبعضهم ذهبوا نادمين والعياذ بالله، وبعضهم ذهبوا وهم غير نادمين. وأنتم كيف ستكون نتيجتكم؟ وهذا يرجع إلى نيّاتكم، وإلى أعمالكم.

وأوضح سماحته: إنّ السيد مهدي بحر العلوم، والشيخ الأنصاري، والآخوند الخراساني، والسيد كاظم اليزدي، هم نماذج من الذين كانوا متشرّفين بالمدينة المقدّسة النجف الأشرف، وفازوا ووفّقوا كثيراً. وأنتم اليوم في محكّ التاريخ. فهل تكونوا مثل اولئك الأعلام من العلماء؟ وهذا يرجع إلى ثلاث كلمات، هي:

الأولى: الإخلاص لله تعالى وأهل البيت صلوات الله عليهم. أي مدى إخلاص كل واحد منكم، بينه وبين الله وأهل البيت صلوات الله عليهم. ومهما يكون إخلاصكم، فممكن أن ترتفعوا به أكثر وأكثر.

الثانية: النشاط، في العلم والعمل، وفي الدراسة والتدريس، وفي التأليف، وفي الإرشاد والهداية. وأي واحد منكم يكون نشاطه لله تعالى ولأهل البيت صلوات الله عليهم، أكثر، فهذا يوفّق أكثر.

الثالثة: نسبة الإخلاق الحسنة عندكم. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا تغضب). فما هو مدى عملكم بهذه الوصية لرسول الله صلى الله عليه وآله. فكل واحد منكم، ليراجع نفسه ويرى، كم مرّة بالشهر يغضب. فواحد قد يغضب بالشهر عشر مرّات، وآخر مائة مرّة، وواحد أقلّ والثاني أكثر.

وأكّد سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، خاتماً إرشاداته القيّمة: إن هذا الأمر، أي الالتزام بالكلمات الثلاث التي مرّ ذكرها، بيد الإنسان نفسه. ويستطيع أن يرتفع شيئاً فشيئاً في الإخلاص، والنشاط، والأخلاق. فالسيد بحر العلوم، وأمثاله، رضوان الله عليه وعليهم، هكذا كانوا، ووفّقوا. فحاولوا أن تكونوا مثلهم حتى توفّقوا أكثر.

اضف تعليق