بغداد-أسامة مهدي

الغش التجاري قضية تأتي في مقدمة القضايا المهمة خلال الفترات الاخيرة باعتبارها قضية ساخنة يتجدد جلدها كلما غابت عنها شمس الرقابة ومات معها الضمير مع طغيان الطمع والجشع، فإن الغش التجاري لن يختفي بل سيظل شبحا يخيف الناس في كل مكان ما دام أن الأنفس المريضة تقتنع أنها بعيدة عن اعين الجهات الرقابية والحكومية.

تفاجأ العشرات من أصحاب السيارات التي تزودت بمادة البنزين من بعض محطات تعبئة الوقود من حصول إعطال مفاجئة مست محركات سياراتهم حيث اكتشفوا بعد استنجادهم بمحال صيانة السيارات أن الوقود الذي تزودوا به من هذه المحطات ممزوج بالمياه.

احدى محطات الوقود في المنصور ببغداد ومنذ اول يوم من تأسيسها كانت مزدحمة دائما لكثرة المركبات التي تدخل اليها لغرض التزود بالوقود الى حد يوم الجمعة الماضية حيث أصبحت شبه فارغة خاصة بعد التأكد من وجود نسبة كبيرة من المياه في الوقود بحسب تعبير احد سائقي السيارات.

وقال  ياسر عبد الرحمن وهو احد سائقي سيارات الاجرة الذي وجدناه على مقربة من المحطة بعد ان  تعطلت سيارته نتيجة التزود بوقود يحتوي على كميات من المياه، ان "السيارة تعطلت بعد ان تزودت بالوقود من محطة تعبئة وقود المنصور وقطعي لمسافة 500 متر عنها".

وأكد عبد الرحمن لمراسل وكالة النبأ للأخبار  بأن "مكيانيكي السيارات الذي جئت به من احد محال التصليح القريبة من محطة الوقود الى السيارة اكد لي بعد فحصها بالكامل بان كمية الوقود تحتوي على نسبة من المياه وهذا أدى الى توقف الـ(فيت بمب)".

من جانبه كشف باسم محمد وهو صاحب محل لصيانة السيارات في منطقة المنصور عن ان "هذه الحالة ليست هي الأولى من نوعها  حيث هنالك العديد من السيارات التي توقفت للسبب ذاته ويصل عددها الى اكثر من 60 سيارة خلال اليومين الماضيين، لافتا الى ان "توقف السيارات أدى الى حدوث زحامات كبيرة في تقاطع المنصور قرب معرض بغداد الدولي".

ومن جهته كشف عبد الأمير عجيب (أبو محمد) وهو احد الاشخاص اللذين يسكنون بالقرب من المحطة، عن "قدوم ناقلة خاصة لنقل المشتقات النفطية الى المحطة في يوم الجمعة الساعة 12 ليلا وكانت تحتوي على نسبة كبيرة من المياه ممزوجة مع البنزين". بحسب تعبيره.

وفي سياق متصل أشار النائب احمد المشهداني وهو عضو لجنة النزاهة البرلمانية إلى أن "بعض الحالات أثبتت التحقيقات فيها أنها تحصل نتيجة تحايل متعمد إما على مستوى التعبئة أو على مستوى محطات الوقود حيث يقدم بعض العمال على إضافة الماء إلى البنزين لتحقيق الربح والاستفادة من الفارق الكبير في كمية الوقود وهو الذي سيذهب ضحيته العديد من المواطنين وكبدهم خسائر مادية جسيمة باعتبار أن الإعطاب يمكنها أن تفسد المحرك بأكمله".

وامتنعت إدارة المحطة ومديرية توزيع المشتقات النفطية عن التحدث الينا او التعليق عن الموضوع وإعطائنا سبب حدوث ذلك الامر.

اضف تعليق