حذرت عضو لجنة المراة والاسرة والطفل في مجلس النواب رحاب العبودة من استفحال ظواهر خطيرة وهي بروز انواع غير مسبوقة من العنف والجرائم في العراق مما يؤشر حصول انحراف حاد في مسارات هذا العنف بإتجاهات وأساليب لم يعهد مثلها مجتمع مثل المجتمع العراقي يفتخر بتماسكه المجتمعي وتمسكه بالقيم الاصيلة سواء كانت قيم الأسرة او القبيلة او الدين. وفي نداء وجهته الى رجال الدين المسلمين من كلا الطائفتين والمسيحين والزعامات السياسية وشيوخ القبائل والى النخب الثفافية والفكرية والاكاديميةوصدر على شكل بيان من مكتبها الإعلامي دعت العبودة الى أنه " في ضوء ما شخصته المرجعية الدينية العليا في خطبة صلاة الجمعة بكربلاء المقدسة فاننا كسلطات تشريعية وتنفيذية وكمؤسسات دينية ونخب فكرية وثقافية اصبحنا اليوم امام مسؤولية كبيرة لمواجهة تحديات غير مالوفة بات يواجهها المجتمع العراقي تتمثل هذه المرة بحصول انحراف خطير في مسار العنف المجتمعي". وقالت العبودة في بيان لها أن "المطلوب وقفة جادة حيال ما بات يحصل من إنحلال وإنهيارات في منظومة القيم الإجتماعية مما ينذر بحصول كوارث غير مسبوقة في قادم الأيام مالم يتم اجتراح حلول ومعالجات جادة لها". وأضافت العبودة إن " ممثل المرجعية الدينية العليا شخص في الخطبة قضايا في غاية الاهمية حين اكد أن "بروز ظاهرة شيوع بعض الاعراف والتقاليد والاحكام التي تتنافى مع القواعد الشرعية والضوابط القانونية ما يشكل خطورة في بعض الجوانب الاجتماعية، ومنها التهديد للتعايش السلمي بين افراد المجتمع" فضلا عن ان تغليب "العنف واستعمال بعض الاجراءات الجائرة فهي تهدد هذا التعايش، وقد تؤدي الى وقوع الظلم والجور على بعض افراد المجتمع". ونبهت العبودة الى شيوع ظواهر جديدة على صعيد الجريمة المنظمة او الايغال في اعمال العنف مؤكدة ان " الجديد هذه المرة هي ليس الجرائم التقليدية التي تحصل في كل المجتمعات والشعوب لأسباب وعوامل مختلفة من بينها ضعف القانون مما يترك المجال مفتوحا أمام المنفلتين بالإضافة الى العوامل الإقتصادية التي يمكن ان تكون ضاغطة هي الأخرى فضلا عن الإنفتاح غير المسبوق للمجتمع العراقي بعد عام 2003 وعدم وجود اية سيطرة على مجال الحرية المفتوح الذي تغلغل الى الأسرة فردا فردا بل هناك حالات جرمية تبدو مستوردة مما يتطلب الوقوف عندها ودراسة اسبابها وعواملها وكيفية الوقوف عندها". واوضحت أن "من بين الأمثلة الصادمة هو قيام مسلحين مجهولين بفتح النار على معلمة في البصرة ومقتلها في الحال وهي جريمة لم ترتكب مثلها من قبل بحق امراة كما أن قيام أمراة بتحريض ابنها بقتل ابيه لمنعه الزواج من أمراة اخرى هي الأخرى جريمة قد لاتكون مسبوقة بهذه الطريقة كونها جريمة مركبة تشترك فيها الزوجة مع الابن لقتل الأب وهو ما يؤشر خطورة ما يمكن تصوره في المستقبل مالم نبحث عن حلول جذرية لمثل هذه الحالات". ومضت العبودة بالقول إن" هناك امثلة عديدة وقفنا عندها سواء من خلال متابعتنا كلجنة امراة واسرة وطفل او في سياق اطلاعنا على ما يجري قد يصعب حصرها من بينها العثور على سيدة كانت تنام لفترة تحت احد الجسور لان زوجها طردها وسحب مستمسكاتها منها والادهى ان اخوانها لم يسالوا عنها او فتاة صغيرة تتزوج خارج المحكمة وتنجب عدد من البنات ثم يطلقها زوجها لكي تجد نفسها تعمل في عمل رجالي بحت وبيئة رجالية من اجل اعالة بناتها دون ان يهتم احد لها من الاهل والاقارب" مشيرة الى ان "هناك ظواهر اخرى لاتناسب قيم مجتمعنا وهو ماشاهدته بدار المسنين حيث سمح ابناء وبنات لانفسهم برمي ابائهم او امهاتهم في الشارع لكي تتلقفهم دار المسنين في انحراف خطير لقيم الغيرة والنخوة والشهامة التي كنا ومازلنا نفاخر بها الامم". واختتمت العبودة ندائها بالقول إن "مثل هذه الظواهر تحتاج الى معالجات جادة وفعلية تشترك فيها مؤسسات الدولة المعنية والمؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع ورجال الفكر والثقافة والاعلام في البلاد وهو ما يتطلب اعادة النظر بالقوانين والاجراءات المتبعة في التعامل مع هذه الظواهر او اللجوء الى تشريعات وقوانين جديدة اكثر صرامة وعدلا في الوقت نفسه".

اضف تعليق