استقرت أسعار النفط أمس بعد أن تراجعت إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة أشهر بفعل ضغوط الوفرة الكبيرة في المعروض على الرغم من تخفيضات الإنتاج التي تقودها أوبك.

 

وانخفض خام القياس العالمي مزيج برنت عشرة سنتات إلى 52.09 دولار للبرميل بعدما هبط 1.7 % أول من أمس و5 % الأربعاء الماضي في أكبر انخفاض بالنسبة المئوية في عام.

 

وتراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميريكي خمسة سنتات إلى 49.23 دولار للبرميل. وهبط العقد دون 50 دولارا للبرميل أول من أمس الخميس للمرة الأولى منذ كانون الأول. ويتجه الخام الأميركي صوب تسجيل هبوط يزيد على 7 % هذا الأسبوع وهو أكبر انخفاض أسبوعي في خمسة أشهر.

 

وتداعت ثقة السوق بعد أنباء عن زيادة كبيرة في مخزونات الخام الأميركية التي ترتفع بشكل مطرد إلى مستويات قياسية مع نمو إنتاج النفط الأميركي هذا العام.

 

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومُصدرون آخرون من بينهم روسيا العام الماضي على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2017 لكن هذا التحرك كان له أثر محدود على مستويات المخزون حتى الآن.

 

وزادت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، 8.2 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 528.4 مليون برميل.

 

وكانت مجموعة ريبسول النفطية الاسبانية أعلنت أول من أمس، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، اكتشاف مخزون نفطي بحجم 1,2 مليار برميل من النفط “القابل للاستخراج” في ألاسكا، مؤكدة ان هذا “أضخم اكتشاف للمحروقات التقليدية في الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاثين الماضية”.

 

وكانت مجموعة اباتشي النفطية الاميركية اعلنت في ايلول (سبتمبر) انها اكتشفت في تكساس بئرا غير تقليدية تحتوي على ما يقدر بنحو 3 مليارات برميل من النفط، ولكن بما ان هذه البئر غير تقليدية (صخور زيتية، رمال نفطية، حقول بحرية..) فان استخراج النفط منها يتطلب تقنيات اكثر تعقيدا وكلفة بالمقارنة مع الاستخراج من الآبار التقليدية.

 

وقالت المجموعة الاسبانية في بيان ان هذا الاكتشاف النفطي “لريبسول وشريكتها (الاميركية) ارمسترونغ انيرجي” يمكن ان يثمر عن انتاج “120 الف برميل يوميا” كحد اقصى.

 

واوضحت ريبسول ان هذا الاكتشاف هو الاضخم لها منذ أن اكتشفت بئر برلا في فنزويلا في 2009، مشيرة الى ان الانتاج من هاتين البئرين الواقعتين في مكانين مختلفين في منطقة نورث سلوب باقصى شمال القارة الاميركية الشمالية يمكن ان يبدأ في 2021.

 

وتبلغ حصة ريبسول من الاكتشاف الجديد 49 % بينما تبلغ حصة شريكتها الاميركية 51 %.

 

واوضحت الشركة الاسبانية “من المقرر ان يعاد تصنيف نسبة كبيرة من الموارد على انها مخزون مثبت ومحتمل بمجرد الحصول على الرخص الادارية”.

 

وتابعت ان الاكتشاف يمكن ان يزيد كمية النفط الذي تستثمره ريبسول وارمسترونغ في منطقة نانوشوك الى 1,2 مليار برميل. الا ان التنقيب ما يزال ينتظر قرارا نهائيا من المستثمرين بالاضافة الى التراخيص وبعض الاعتبارات التقنية.انتهى/س

اضف تعليق