أسامة مهدي

شارع النهر وهو احد أرقى واعرق شوارع العاصمة بغداد بعد إن ماتت الحركة التجارية فيه وبشكل كبير لا سيما خلال الفترة القليلة الماضية بسبب سوء الأوضاع الأمنية وإجراءات الأجهزة الأمنية في المناطق القريبة منه والتي حالت دون دخول المتبضعين الى السوق سواء من بغداد أو باقي المحافظات العراقية .

 

أبو علي وهو رجل طاعن في السن كان يتبضع من شارع النهر واستوقفناه لكي يحدثنا عن الأسباب التي ألت إلى تدهور الوضع الاقتصادي لهذا الشارع .

 

قال أبو علي لمراسل وكالة النبأ بان" شارع النهر كان قبل مرحلة سقوط النظام والسنوات التي قبلها كان سوق كبير فيه زخم كبير في الليل والنهار من كافة المحافظات لغرض التسوق لكونه يحتوي الى اشكال وانواع البضائع التي تخطر على بال المتبضع وكانت عمليات البيع والشراء فيه قوية وكبيرة مقارنة مع الوضع الحالي وكان يشهد نشاط اقتصادي مزدهر قبل اكثر من 20 سنة .

 

وأسترسل أبو علي في حديثه بان" الشارع حاليا أصبح شبه مهجور يعود ذلك لكثير من الأسباب الاقتصادية والسياسية والأمنية حيث ان البائع في اغلب الأحيان يتكلم مع نفسه بسبب صعوبة جلب لقمة العيش في ظل هذا الوضع المتردي وعدم وجود عمل وانعدام الصناعة المحلية والاعتماد على المستورد في أدق التفاصيل .

 

وأكد أن" اغلب المحال التجارية الموجودة في هذا الشارع تغلق مابين الساعة2 الى 3 ظهرا حيث ان بعد هذا الوقت يصبح الشارع عبارة عن مدينة أشباح (بحسب تعبيره) ، حيث اطلقنا عليه اسم شاعر القهر نتيجة الحالات المأساوية التي يعشيه في الوقت الحالي .

 

عباس جواد وهو صاحب محل تجاري للمواد البلاستيكية قال لنا بان " اغلب البيع هنا جدا قليل وخاصة في السنوات الأخيرة الماضية حيث أقوم بفتح المحل من الساعة 7 صباحا ولغاية 2 ظهرا لا احصل على أكثر من 10 ألاف دينار وهي لا تكفي لسد خط مولدة الكهرباء في البيت ، مشيرا إلى انه" يضطر للعمل بعد الساعة 2 ظهرا كسائق لسيارة أجرة لكي يقوم بسد احتياجات منزله وأطفاله اللذين في المدارس .

 

ومن جانبه بين أبو حسين وهو صاحب محل لصياغة الذهب والفضة قرب شارع النهر بانه سوف يقوم بعرض المحل للبيع أو للإيجار لقلة وجود المتبضعين .

 

ولفت إلى ان" هذه المنطقة وصلت الى نهاية وشيكة على المستقبل القريب إن لم يتم تدارك الوضع من قبل الجهات الحكومية المعنية بتوفير أجواء أمنية وبيئة ملائمة تعيد للشارع الحياة من جديد .

 

ويقول الباحث في شؤون الآثار الدكتور عبد الأمير المنذر يعد شارع النهر شريان مدينة بغداد الثقافي والاقتصادي لذلك يفترض الحفاظ عليه لما يحتويه من تراث معماري يوثق لفترة حضارية من تاريخ بغداد والعراق

 

وأضاف المنذر لمراسل وكالة النبأ أن شارع النهر تحولت أجزاء كبيرة منه إلى ركام فيما ترك الإهمال آثاره الواضحة على أمكنته وبناياته مما أدى إلى أن يكون غير قادر على اجتذاب الناس اليه ، مشيرا الى ان" بعض أجزائه شبه خاوية أما البغداديون وسواهم من العراقيين فهم يعلنون أحزانهم أن الشارع أكله الإهمال وشربه الاندثار وغربت عنه شموس المتعة والأنس والمسرة والجمال والسحر والدهشة على الرغم من الكثير من الاخبار التي تشير الى وجود مشاريع (إعادة أعمار الشارع) .انتهى/س

اضف تعليق