زار المرجعَ الدينيَ سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، مدير العلاقات العامة لمكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، السيد عارف نصر الله (من مدينة كربلاء المقدّسة)، وذلك في بيت المرجعية المكرّم بمدينة قم المقدّسة، في الثامن من شهر جمادى الأولى 1438للهجرة (6/2/2017م).

 

بعد أن رحّب سماحته بالضيف الكريم، قال:

 

تُصرف على المدارس الابتدائية والمتوسّطة والثانوية وكذلك على الجامعات، المليارات من الأموال، لأجل البناء والتجهيز وللكتب وللمعلّمين والأساتذة والعمداء. وتوجد في هذه المدارس والجامعات عادة أربع حصص تدريسية أو خمس. وبين هذه الحصص يجعلون فرصة لمدّة خمس أو عشر دقائق للاستراحة.

 

هذه المدارس والجامعات لم تُصنع لفرص الاستراحة، بل صنعت للدروس. ولكن إذا لم توجد هذه الفرص، فسوف لا يتحمّل الطالب الدراسة من الصباح إلى الظهر، أو لمدّة خمس ساعات ممتدّة وبلا انقطاع. فهذه الفرص هي لأجل أن يدرس الطالب أحسن. وكذلك الأموال التي تصرف للمعلّمين ولبناء المدارس والكتب هي للدراسة أيضاً.

 

وشدّد سماحته بقوله: كذلك الدنيا صُنعت للمشاكل، ولم تُصنع لفرص الاستراحة.

 

يقول ربّ العزّة: إنّي جعلت الراحة في الجنّة والناس يطلبونها في الدنيا فلا يجدونها. وهذا يعني انّ الأصل في الدنيا هي المتاعب. بلى توجد في الدنيا ساعات راحة وساعات فرح ولكن الأصل في الدنيا هي المتاعب. ومن يفكّر مثل هذا التفكير، فسيعمل أحسن، ولا تتحطّم أعصابه كثيراً. وبالنتيجة يستفيد من حياته أكثر. وإلاّ فلا فائدة من شكوى الإنسان أنّه لماذا هكذا صار معه، ولماذا فلان الشخص قال كذا.

 

وأوضح سماحته، قائلاً: إنّ أسوتنا هم أهل البيت صلوات الله عليهم، ولكن هناك في الدنيا أمثلة، مثل غاندي. فالاستعمار البريطاني احتلّ الهند كلّه لمدّة ثلاثمائة سنة. وتعب غاندي لمدّة خمسين سنة لأجل تحرير الهند، أي من سنة 1897 إلى 1947 للميلاد. وخلال هذه الخمسين سنة سجنوا غاندي لمدّة خمس سنوات متتالية. وكان أعضاء حزب غاندي، يتبرّع كل واحد منهم روبية واحدة وكانوا يودعونها في البنك ويدّخرونها لأجل عملهم، فجمعوا قرابة أربعة ملايين روبية، فصادرها الاستعمار البريطاني كلّها. فجنّ جنونهم، وذهبوا إلى غاندي وأخبروه بذلك، فقال لهم: لا ضير، ابدؤا التبرّع والجمع مرّة ثانية.

 

وعقّب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، وقال: بلى، مثل هذا الشخص (غاندي) الذي كان بمثابة الأبّ الروحي ينال الموفقيّة. ونحن لدينا أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين.

اضف تعليق