بينما توشك قواتنا البطلة ان تنتهي من تطهير آخر جيوب العدو في الجانب الايسر من مدينة الموصل، طلع علينا ضابط سابق يعمل مع داعش ليقول في مقال تداولته مواقع التواصل الاجتماعي ان معركة الايمن ستكون صعبة ودموية وطويلة في سياق الحرب الاعلامية التي اثبت هذا التنظيم براعته فيها اكثر من أي شيء آخر، فيما وقائع الميدان تقول شيئا مختلفا تماما، فهذه المعركة ستكون الاسرع حسما والاقل خسائر للاسباب التالية:

1- اكثر التقديرات لعدد افراد العدو في الموصل قبل انطلاق عمليات قادمون يا نينوى لم تتجاوز الستة آلاف مقاتل، خسر التنظيم الى اليوم اكثر من نصف هذا العدد، اي انه فقد الجزء الاكبر من استعداده العددي.

2- كذلك فقد تسببت معركة الجانب الايسر بفقدان العدو اكثر قياداته وخبرائه.

3- يبدو ان داعش لم يحسن حسابه لامد المعركة، إذ زج بعدد كبير من المفخخات التي يقودها انتحاريون، ما جعله يستنزف سلاحه الاهم في بداية المعركة، فقد تجاوز عدد المفخخات الى الان 250 مفخخة يقود بعضها انتحاريان، انعكس ذلك في الاونة الاخير في قلة ملفتة في المفخخات.

4- اضف الى ذلك ان عددا من معامل التفخيخ ومخازن المواد المتفحرة سيطرت عليها قواتنا في الجانب الايسر.

5- في السياق نفسه، فان الطبيعة العمرانية للجانب الايمن حيث الازقة الضيقة واكتضاض البناء يجعل من الصعب المناورة بالمفخخات التي عادة ما تحتاج الى طرق عريضة وطويلة للمناورة، لا سيما وان قواتنا قد اكتسبت خبرة في معالجتها لدرجة ان اكثر من 90% منها نجحت قواتنا في معالجتها، اما البقية فلم يصل منها لاهدافها إلا نزر يسير .

6- ان وجود معسكر الغزلاني ومطار الموصل في الجانب الايمن عند خاصرته الجنوبية سيوفر لقواتنا نقاط انطلاق في عمق تواجد العدو بعد السيطرة عليهما، اذ لا قدرة للعدو على على الاحتفاظ بهما حسب ما اثبتته معارك سابقة.

7- كذلك فان السيطرة على الجانب الايسر ستوفر لقواتنا جبهة عريضة بطول النهر، وستكون لقواتنا القدرة على استخدام النهر نقاط شروع متعددة حسب ما توفره له امكانياته اللوجستية في مد الجسور العائمة والمؤقتة، الامر الذي سيؤدي الى تشتيت قوات العدو.

8- في معركة الجانب الايسر كان عمق العدو وامتداده اللوجستي والعددي في الجانب الايمن الذين كان يوفر له غطاء مناسبا للحركة داخل نسيجه العمراني، بينما في معركة الجانب الايسر سيكون عمقه في المحلبية وتلعفر، ما يجعله مكشوفا امام فعاليات الطيران الحربي عند تنقله بين منطقة القتال والخلفيات.

9- علينا ان لا ننسى أخيرا، ان خسارة تنظيم داعش الجانب الايسر رغم سعته وتحصيناته واستعداده، اوقع في نفوس مقاتليه حالة من انهيار المعنويات والشعور بالانكسار، على خلاف ما كانت عليه معنوياتهم عند بدء المعركة.انتهى/س

اضف تعليق