يُعتبر العراق من أكثر البلدان حاجة لخلق أجواء التسامح والتقارب الديني بين مكوناته، بحُكم طبيعته التي تختلف بشكل كبير عن أغلب الدول العربية، إذ ينتمي سُكانه الى ديانات ومذاهب مُختلفة، وهذا التنوّع الديني والمذهبي بدأ واضحاً للعيان بعد عام 2003 في خُضم إحتقان طائفي ومذهبي بين أطيافه، كان يحصد عشرات العراقيين يومياً على خلفية الخطاب الطائفي الذي إعتمده العديد من رجال الدين آنذاك وظهور جماعات مُتطرّفة.

من أجل السعي للتقريب بين العراقيين لأنّه يحقن الدماء، والعمل على ضمان التعايش السلمي بينهم كونه هدف الأديان والتسامح وسيلتها، إلتقى وفد من مؤسسة النبأ للإعلام والثقافة ومركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية ومركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة كربلاء، بمساعد الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني للشؤون الدينية، الدكتور أحمد البرزنجي، والسادة الخُضير الحسينيين في محافظة السليمانية، وعلى هامش اللقاءات إلتقى الوفد بممّثل آية الله العظمى السيد علي الخامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران والعضو البارز في مجلس الخبراء الإيراني، آية الله السيد محمد حسين الشهرودي.

وقال مدير المركزين، الدكتور خالد العرداوي، لمراسل وكالة النبأ للأخبار إنّ جميع الديانات تدعو للسلام والمحبة والتعايش السلمي والتسامح، وجميعها تعتبر الإنسان هو القيمة العليا في الحياة، وجميعها تدعو لإصلاح النفس البشرية، وتوجيهها نحو الخير، فهي بهذا الشكل جميعها ممتزجة ومنسجمة في الأهداف الإنسانية، وجميعها أيضاً توجّه الإنسان نحو قيم المحبة والحوار ونبذ الكراهية، ويتطلب المنطق أن نتكاتف اليوم ونحرص على الإنسجام والتحاور والتقريب والتعايش السلمي تحت مظلة العراق الواحد.

واضاف إنّ الهدف من اللقاء علاوةً على ما ذكرناه، هو تقديم الدعوة الى شركائنا في الوطن لمشاركتهم في المؤتمر الوطني حول (الإعتدال في الدين والسياسة طريقنا الى السلم الأهلي والتقدّم الحضاري) الذي تعتزم جامعة كربلاء والمركزين والمؤسسة الراعية له، عقده في أواخر شهر مارس/آذار 2017.

واشار العرداوي الى انه تمّ أيضاً اللقاء بممثّل آية الله العظمى السيد علي الخامنئي والعضو البارز في مجلس الخبراء الإيراني، آية الله السيد محمد حسين الشهرودي، ودار معه حوار بنّاء وموسّع حول سُبل النهوض بالعلاقة بين العراق وإيران وكيفية منع الإرهاب من السيطرة على مقدّرات شعوب المنطقة، وفيما يتعلّق بالشأن العراقي، أخبرت السيد الشهرودي (إنّ من مصلحة الشعبين العراقي والإيراني أن يكون هناك مشروع بناء دولة في العراق وأن يتم الضغط على بعض الأطراف التي تملك مشروع بناء سُلطة من أجل منعها من الوقوف حجر عثرة في طريق بناء الدولة العراقية، وأنّ عراق قوي مُستقر آمن هو مصلحة إيرانية كما هو مصلحة عراقية، ولا أمن لإيران مع عراق مُضطرب وغير مُستقر). انتهى/خ.

اضف تعليق