تحقق الشرطة الألمانية في احتمال أن يكون الهجوم الذي حدث في العاصمة برلين هجوما إرهابيا.

وكان رجل يقود شاحنة قد اقتحم سوقا ليليا يقام بمناسبة أعياد الميلاد في قلب العاصمة الألمانية برلين، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح 48 آخرين، بحسب الشرطة الألمانية.

وقالت الشرطة على حسابها في موقع تويتر إن جميع إجراءات الشرطة بشأن الهجوم المشتبه بأنه إرهابي في برايتشايدبلاتز تسير في تقدم وعلى قدم وساق وبالعناية المطلوبة.

وقال توماس دي ميزير وزير الداخلية الألماني إن كثيرا من الدلائل تشير إلى أن الحادث متعمد.

وقال المتحدث باسم شرطة برلين إن الأمن ألقى القبض على المشتبه به، الذي يعتقد أنه كان يقود الشاحنة وقت الهجوم، على بعد 2 كيلومتر من موقع الحادث وإنه يستجوب. وتفيد مصادر أمنية بأنه أفغاني أو باكستاني من طالبي اللجوء. وإنه دخل ألمانيا في فبراير/شباط الماضي طالبا للجوء.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصدر أمني قوله إن المشتبه به استخدم أسماء مختلفة مما يجعل تحديد هويته أمرا أكثر صعوبة.

وقال وينفريد فينتسل، المتحدث باسم شرطة برلين إن السائق فر هاربا يجري في الشارع باتجاه تيرغارتين، وهي حديقة عامة كبيرة.

وأضاف أن شاهد عيان تبعه عن بعد لأكثر من كيلومترين، وأبلغ الشرطة، التي سارعت إلى القبض عليه واحتجازه قرب نصب عمود النصر.

ويقول المتحدث إن السائق ربما كان يريد العثور على ملجأ في ثنايا الظلمة في الحديقة.

وأكدت الشرطة عثورها على أحد الركاب ميتا في الشاحنة، وإنه بولندي الجنسية. وهناك مخاوف من أن يكون هو السائق الأصلي للشاحنة، وأنه تعرض للخطف.

{3}

أكد مالك الشاحنة البولندي، أريل تسورافيسكي أن سائق شاحنته مفقود ولم يتمكن من التواصل معه منذ الساعة الرابعة مساء الاثنين. وأضاف لا نعرف ما حدث. هو ابن عمي وأعرفه منذ الطفولة ولا يمكن أن يتعمد فعل ذلك.

ونقلت إذاعة RBB المحلية عن مصادر أمنية قولها إن المعتقل دخل الأراضي الألمانية عن طريق مدينة باساو الواقعة على الحدود مع النمسا في 31 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وإنه ولد في باكستان في الأول من يناير/كانون الثاني 1993 وكان معروفا للشرطة لاقترافه سلسلة من الجنح.

وتظهر مشاهد من مقطع مصور للحادث أن الشاحنة تحمل لوحات بولندية ويعتقد أنها سرقت في وقت سابق من موقع بناء.

ويقع السوق الذي حدث فيه الهجوم في منطقة برايتشايتبلاز قريبا من كورفيرسندام، شارع التسوق الرئيسي في غربي مدينة برلين، على مسافة قريبة من كنيسة القيصر فيلهلم التاريخية، التي تعرضت لدمار كبير في الحرب العالمية الثانية وتركت كما هي كذكرى لتلك الحرب.

ونقل نحو 50 شخصا إلى المستشفى للعلاج بينهم أربعة في حالة حرجة.

هل الهجوم إرهابي؟

ويبدي الساسة الألمان كثيرا من التردد قبل وصف الهجوم بأنه إرهابي، خاصة مع إحاطة الغموض بكثير من تفاصيل الحادث في هذه المرحلة.

وقال وزير الخارجية في مقابلة تليفزيونية من المبكر في هذه اللحظة اطلاق اسم (هجوم) على الحادث، رغم وجود عدة شواهد على ذلك.

وأضاف هناك كثير من العوامل النفسية التي تؤثر في اختيار الكلمات في بلادنا. ونحن نريد أن نتوخى كامل الحذر قبل القفز إلى الاستنتاجات وسننتظر حتى ظهور نتائج التحقيقات ولن نعتمد على التكهنات.

{2}

وتظهر مشاهد من مقطع فيديو التقط بمكان الحادث أكشاك بيع الهدايا وقد انهارت، وعددا من الأشخاص المصابين على الأرض.

وقال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على حسابه على موقع تويتر نحن في حالة حداد على القتلى ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل.

ووصف مراسل صحيفة برلينر مورغينبوست المشهد بعد الحادث بأنه مشهد مروع.

طالبت السلطات الألمانية المواطنين بالبقاء في المنازل وتجنب المناطق المزدحمة.

وقال يان هوليتزر نائب رئيس تحرير صحيفة برلينر مورغينبوست سمعت ضجة كبيرة فتحركت باتجاه سوق أعياد الميلاد لأرى فوضى هائلة والعديد من الجرحى، إنه أمر صادم حقا.

وأفادت صحيفة برلينر تسيتونغ بأن الشرطة قد حددت نقطة لتجمع أقارب الضحايا في الحادث.

وقال مصور من وكالة دي بي أيه للأنباء إن قوة مسلحة من الشرطة تمركزت في مدخل السوق قرب حديقة الحيوان.

ويعيد الحادث تذكيرا بحادث الهجوم بشاحنة في مدينة نيس الفرنسية في يوم الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي في 14 من يوليو/تموز، وأودى بحياة 86 شخصا. وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عنه. انتهى/خ.

اضف تعليق