قال مسؤول كبير باللجنة الدولية للصليب الأحمر لرويترز إن هجوم قوات الحكومة العراقية لاستعادة مدينة الموصل قد يستغرق شهورا وهو ما سيدفع المزيد من المدنيين لمحاولة الفرار لتفادي السقوط في مصيدة بين جبهات القتال.

وأضاف دومينيك ستيلهارت مدير عمليات الصليب الأحمر حول العالم أن عددا متزايدا من المصابين – يفوق المئة في بعض الأيام- يغادرون المناطق الريفية المحيطة بالمدينة التي يسكنها مليون نسمة ويسيطر عليها مقاتلو تنظيم داعش.

وفي مقابلة أجريت معه في مقر الصليب الأحمر في جنيف قال ستيلهارت العائد من زيارة للعراق “ما نراه الآن على الأرض هو في الواقع أن المعركة في الموصل لن تتوقف في أي وقت قريب لأن المقاومة قوية جدا.”

وأضاف قائلا “على الأرجح سنشهد قتالا طويلا وممتدا مع معاناة خطيرة جدا لسكان سيجدون أنفسهم مرة أخرى محاصرين بين جبهتين… يمكن توقع أن هذا سيستغرق أسابيع إن لم يكن شهورا.”

ومع مرور أكثر من ستة أسابيع على بدء الهجوم لاستعادة الموصل آخر معقل حضري رئيسي لداعش في العراق يحاول الجيش طرد المتشددين المتحصنين بين المدنيين في الأحياء الشرقية وهو الجانب الوحيد الذي تمكنت القوات العراقية من اختراقه.

وقال ستيلهارت “الفكرة الأصلية للحكومة كما أبلغني مسؤولون حكوميون هي أن الناس يجب أن يبقوا في منازلهم بقدر الإمكان..لكن بالطبع كلما طال أمد القتال كلما كان من المرجح أن يحاول المزيد من الناس الفرار.”

وفر حوالي 70 ألف شخص من منازلهم حتى الآن وهو عدد منخفض نسبيا قال ستيلهارت إنه يشير إلى أن الجيش العراقي يعطي اهتماما لحماية السكان المدنيين.

“لكن بالنظر إلى ما يحدث في أماكن أخرى في الشرق الأوسط فإننا بالطبع قلقون من وضع آخر حيث يكون لدينا قتال شديد في المدن مع دمار واسع النطاق وهو ما سيكون له بالتأكيد تأثير شديد على السكان المدنيين.”

وقال ستيلهارت إن الصليب الأحمر يركز على تقديم الغذاء ومواد الإعاشة للمدنيين الذين فروا من الموصل وعلى مشاريع للمياه والصرف الصحي.

وأضاف أن مسؤولين عراقيين سمحوا لمسؤولي الصليب الأحمر بالوقوف على أحوال أولئك الفارين من الموصل أثناء استجوابهم أو احتجازهم.

والنتائج التي توصل إليها الصليب الأحمر بشأن المعاملة وظروف الاحتجاز سرية كما هو الحال مع زياراته إلى السجون في أرجاء العراق.

وللصليب الأحمر حوالي ألف عامل في العراق في ثاني أكبر عملياته حول العالم بعد سوريا.

وقال ستيلهارت إن أول فريق كامل للجراحة تابع للصليب الأحمر ويتألف من ستة أفراد سيبدأ العمل الأسبوع القادم في مستشفى شيخان شمالي الموصل.

وقدم الصليب الأحمر تدريبات على الإسعافات الأولية لتسعمائة من العاملين بالمرافق الصحية وأمد مستشفيات بتجهيزات طبية وأدوات للجراحة

وقال ستيلهارت “لكن صحيح أنه ما أن يتصاعد القتال وتحدث معارك كبيرة فستكون هناك أوضاع ستواجه فيها المستشفيات صعوبات في التعامل مع عدد الجرحى.”

وترددت مزاعم بأن مقاتلي تنظيم داعش استخدموا أسلحة كيماوية في وقت سابق هذا العام في شمال العراق.

وقال ستيلهارت “قمنا بتدريب وتجهيز موظفينا لمواجهة استخدام محتمل لأسلحة كيماوية على نطاق صغير لكننا جهزنا أيضا بعض هذه المنشآت الطبية بالتدريب والمعدات لاستقبال الناس الذين تعرضوا لأسلحة كيماوية.” انتهى/س

اضف تعليق