وصف الكاتب والمقدم السعودي الشهير داود الشريان المعارضة التي لاقاها فيلم "محمد رسول الله" للمخرج الإيراني مجيد مجيدي بالسياسية، متهماً الهيئات والمؤسسات السلفية والوهابية في العالم العربي بأنها تعيق نقل الأجيال الجديدة عظمة وسماحة دينها وثقافتها بوسائل عصرها.

وفي مقال لجريدة "الحياة" السعودية التمويل, أشار الشريان إلى أن فيلم "محمد رسول الله" يروي قصة طفولة النبي محمد، صلّى الله عليه وآله سلم من خلال رؤية إنسانية لشخصية الرسول، وسلوك الرحمة والرأفة والتسامح الذي تميّز به محمد بن عبد الله "ص".

مشيراً إلى أن أحداث الفيلم اعتمدت على مراجع سنّية أبرزها الطبري، فضلاً عن المراجع الشيعية.

ولفت إلى أن الفيلم واجه اعتراضات عربية عنيفة، تشبه تلك التي واجهت فيلم "الرسالة" للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد (...) وأن حجّة المعترضين هي تجسيد شخصية الرسول، على الرغم من أن الفيلم لم يجسّد شخص الرسول صلّى الله عليه وسلم، بالمعنى المباشر.

وأكد الشريان أن: الفيلم الإيراني لا يُظهِر ملامح النبي الكريم، ويكتفي بظل جسمه وظهره، ووجه الرسول لم يظهر طوال الفيلم، فضلاً عن أن صوته لم يُسمع إطلاقاً، وكان هناك من يتحدث نيابة عنه, بمعنى أن المخرج الإيراني طبّق مبدأ المخرج العربي الراحل مصطفى العقاد في فيلم "الرسالة".

وأشار الكاتب السعودي إلى أن بعض المؤسسات الدينية نظرت إلى الفيلم من زاوية سياسية، وحكمت عليه لأن مخرجه إيراني.

وخلص الشريان إلى القول "لا شك في أن الهيئات والمؤسسات الإسلامية في العالم العربي تفكر خارج الزمن، وهي تعيق نقل الأجيال الجديدة عظمة وسماحة دينها وثقافتها بوسائل عصرها".

وأضاف أن نماذج كفيلم "محمد رسول الله" قد قدَّمَت الإسلام على نحو عجز عنه الوعّاظ والخطباء وكل كتب التاريخ (...) لكن المؤسسات الإسلامية لم تدرك بعد أهمية تأثير الدراما في الدفاع عن صورة الإسلام.

وكان المفتي العام للسعودية ورئيس هيئة كبار علماء البلاط السعودي عبد العزيز آل الشيخ قد قال إن عرض إيران لفيلم "محمد رسول الله " أمر "لا يجوز شرعاً", ووصفه بأنه "فيلم مجوسي وعمل عدو للإسلام", وحذر من تداوله.

اضف تعليق