للحُزن درجات تنبع من حالة الوعي لدى الحزين، والحُزن أيضاً على قدر المحزون عليه، صحيح أنّ المُصيبة واحدة كما عبّر عنها الله تعالى (( فأصابتكم مصيبة الموت))، ولكن الحُزن على موت نبي أو إمام ليس مثل الحُزن على موت إنسان عادي، لأنّ النبي أو الإمام يكون له أثر في حياة الناس وعلى قدر هذا الأثر تكون الفاجعة ويكون الحُزن.

ولكن بما أنّ الإنسان له الأسوة بمن يعتقد بهم ويُقلّدهم وينتمي لهم، فعليه أن ينظر الى هذه الأسوة ماذا تصنع في حالات الفرح والحُزن، لكي يكون عمله مُطابقاً لمن يتأسّى به، وأنّ النبي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة من بعده سنّوا لمن يتأسّون بهم الحُزن والبُكاء والتفجّع على مُصيبة الإمام الحسين (عليه السلام) لأنّها من المصائب الكُبرى التي مُنيت بها البشرية، وهو بداية الإمتحان الإلهي للناس، إذن فإنّ الحُزن تشريع إلهي سنّه نبيه الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهاهُم اليوم الشباب الحسيني يتأسّون بإسوتهم، ويُظهرون الحُزن العميق لإمامهم الحسين (عليه السلام) في ذكرى أربعينية الخالدة.

اضف تعليق