الدعاء في الإسلام هو عبادة تقوم على سؤال العبد ربّه والطلب منه، وهو عبادة من أفضل العبادات التي يحبّها الله خالصةً له ولا يجوز أن يصرفها العبد الى غيره، فكلّ عبد يدعو بما يشاء ويتقرّب الى الله بفنون الدعاء وطرائقه، فمنهم من يدعو الله شعراً ومنهم من يدعوه نثراً ومنهم من يختار كلماته ويتكلّف فيها ومنهم من يدعوه بكلمات سهلة عامّية، وكلاً حسب لغته وبيئته وعلمه وقدرته.

والدعاء أيضاً هو اللجوء الى الله تعالى في السرّاء والضرّاء والخضوع له، طلباً في تحقيق أمور دنيويّة وأخرويّة يتمنّى المرء حدوثها، ويُعتبر الدعاء من العبادات المُحبّبة الى الله تعالى، وينال العبد على هذه العبادة الكثير من الأجر والثواب، وهذا ما تُؤكد عليه الآية الكريمة ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))، وفي آيةٍ أخرى ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ))، ففضل الدعاء تقريب الصلة بين العبد وربّه، وما شعور المُسلم بالأمن والأمان والإطمئنان لوجود داعمٍ له مُيسّر لأمره، ألا وهو الله سبحانه وتعالى، فمنه نيل الأجر والثواب ومن سُواه العاطي الوهاب ومن سُواه يفكّ الكرب والهمّ ويسدّ الديون ويقضي الحاجات، فهو خالقنا سبحانه وتعالى جلّ عن من سُواه.

وقد ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: إنّ الله خصّ ولدي الحسين (عليه السلام) بثلاث: الأئمّة من ذريته، والشفاء في تربته، والدعاء مُستجاب تحت قبته. فما أجمل التوجّه الى الله بالطلب والدّعاء تحت قبّة من بكت عليه ولأجله جميع المخلوقات في السماوات والأرض، واليوم ونحن نعيش الأجواء الإيمانية بقرب صاحب الذكرى الخالدة في نفوس من أخذ الله عليهم العهد الموثوق في عالم الذر بحفظ دينه وإتّباع سُنّة نبيّه الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وإتّباع أهل بيته (عليهم السلام) من بعده، وهذا الزحف المليوني الهادر صوب مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) في ذكرى مرور أربعين يوماً على إستشهاده الذي أبكى العيون بدل الدموع دماً، وأكف زائريه ترتفع بالدعاء لتعجيل الفرج والظهور لصاحب العصر والزمان الإمام المنتظر المهدي (أرواح العاشقين له الفدى) وتحقيق النصر على يد قواتنا الأمنية وأبناء الحشد الشعبي وهم يُقاتلون أحفاد تلك العصابةَ الَتي جاهدت الحسينَ (عليه السلام) وشايعت وبايعت وتابعت على قتله من آل أبي سُفيانَ وآل زياد وآل مروان (عليهم لعنة الله). انتهى/خ.

اضف تعليق