اتسعت رقعة التظاهرات في مدينة السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان العراق، اليوم السبت، لتشمل إلى جانب المعلمين مجموعة من قدامى مقاتلي البيشمركة وناشطين من منظمات المجتمع المدني، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.

ويواجه العاملون في القطاع الحكومي في إقليم كردستان مصاعب اقتصادية بسبب التوقف عن سداد الرواتب كاملة واحتفاظ السلطات المحلية بقسم منها، كمدخرات لهم.

وتجمع أكثر من خمسة آلاف معلم وناشط أمام مديرية التربية في السليمانية، قبل أن يتوجهوا إلى مبنى المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، ما أدى إلى اندلاع مواجهات اعتقلت قوات الأمن على أثرها عددا من المتظاهرين.

وردد المتظاهرون شعارات عدة، منها "أين رواتب موظفي الإقليم أيتها الحكومة الفاسدة"، و"أين واردات بيع النفط"، و"حزب الاتحاد الوطني مشارك مع الحزب الديمقراطي في الفساد المستشري في الإقليم".

وترفض سلطات الإقليم تسليم النفط المنتج من آبار كركوك وباقي أنحاء الإقليم إلى الحكومة الاتحادية منذ سيطرة تنظيم داعش على مساحات في شمال البلاد.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "تسقط حكومة إقليم كردستان ورئاسة الإقليم"، و"مقعد رئيس الإقليم أصبح نقمة على المواطنين"، في إشارة إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي يرفض التخلي عن المنصب رغم انتهاء ولايته دستوريا.

وقال عضو مجلس رابطة المعلمين المحتجين عادل حسن، إن "التظاهرة تحمل رسالة مفادها أننا مستمرون في الاحتجاج ومقاطعة الدوام الرسمي، احتجاجا على نظام الادخار الحكومي، وتردي أوضاع المعلمين المعيشية".

وتقاطع العديد من المدارس في المدن والبلدات في محافظة السليمانية الدوام الرسمي منذ مطلع العام الدراسي الجديد.

وقالت المعلمة سارا رحيم (40 عاما) خلال مشاركتها في التظاهرة "لا نثق بالحكومة عندما تدعي بأن الإقليم يعاني من أزمة مالية".

وأضافت "الحكومة لديها مبالغ كافية لسد رواتب المعلمين، ولكن بسبب الفساد المستشري لسلطة الحزبين الديمقراطي والاتحاد لم يتم دفع رواتبنا".

وأشار المتظاهرون إلى أن قوات الشرطة اعتقلت عددا من المشاركين وأقدمت على ضربهم.

وأكد عضو المجلس الاحتجاجي ريبوار محمد أن يوم لأحد سيشهد "تظاهرة للمعلمين المحتجين أمام المقر الجديد لجامعة السليمانية"، موضحا أن الاحتجاجات "مستمرة حتى تلبي حكومة الإقليم جميع المطالب المتعلقة بمشكلة الرواتب".

ويشهد الإقليم أزمة اقتصادية ومالية حادة بسبب انخفاض أسعار النفط التي تمثل 90 بالمئة من ميزانيته في ظل خلافات مع حكومة بغداد أبرزها عدم التوصل لاتفاق حول قانون النفط.

من جهته قال رئيس ديوان إقليم كردستان فؤاد حسين، إن رؤية انفصال السليمانية لا تمثل الجميع فالحزبين الديمقراطي والاتحاد الكردستانيين لا يؤيدون ذلك، لافتاً إلى أن كردستان من دون هوية جغرافية تعني أن شعب كردستان من دون هوية قومية.

وأوضح حسين، في تصريح صحافي أن "القيادات الكردية تلتقي وتتحاور، ولا يعني عدم وصلنا إلى نتيجة أننا لن نصل لها"، لافتاً إلى أن "السليمانية هي قلب الحركة الكردية لمدة معينة ومازالت فاعلة ولها دور واسع، فلست سعيد بطرح الانفصال من البعض؛ لأننا نؤمن بكردستانية المنطقة والعراق ووحدة الأراضي الكردستانية، وأن الأكثرية الساحقة من أبناء كردستان ناضلوا من أجل الهوية القومية والهوية الجغرافية، فالشعب الكردستاني من دون هوية جغرافية لا يستطيع إكمال هوية القومية". بحسب قوله.

وتابع "حينما يكون هناك استفتاء فنتائج الاستفتاء سيحددها الشعب الكردي في السليمانية واربيل ودهوك والمناطق المتنازع عليها هي من تحدد مستقبل هذه المناطق".

ورفض عضو مركز القرار في الاتحاد الكردستاني برهم صالح، في وقت سابق، رؤية محافظ كركوك نجم الدين كريم، بتشكيل إقليم من محافظتي السليمانية، وكركوك، وحلبجة، وخانقين.

وتداولت بعض الكتل السياسية الكردية، في وقت سابق، أن محافظ كركوك نجم الدين كريم يعمل تشكل إقليم ثاني في العراق يضم كركوك، وحلبجة، وخانقين، والسليمانية، إلا أن مكتب كريم اكتفى أن يقول إن هذه المعلومات لم تصدر.

وقال رئيس كتلة التغيير النيابية هوشيار عبدالله، في وقت سابق، إن هناك مليون برميل نفط يصدره الحزب الديمقراطي الكردستاني من دون معرفة أين تذهب أموال ذلك النفط، لافتاً إلى أننا لا يمكن أن نرى النفط يهرب وموظفي إقليم كردستان بلا راتب. انتهى/خ.

اضف تعليق