اتجه آلاف الشغوفين بمراقبة الفضاء في دول آسيا المطلة على المحيط الهادئ إلى أسطح المباني وإلى الشواطئ اليوم الاثنين، في موعد لم يسبق له مثيل منذ سبعين عاما عندما شاهدت البشرية القمر العملاق في عام 1948.

فيما شهد العراق، مساء الاثنين، ظاهرة القمر العملاق التي يتزامن فيها اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضاوي، ويتميّز هذه المرة بأن اكتماله سيبلغ أكبر حدّ يسجل له حتى الآن في القرن الـ 21.

وكانت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أكدت اليوم الاثنين، أن القمر سيكون هذا الشهر في أقرب نقطة له من الأرض في هذا المدار. وبسبب ذلك سيبدو، حسب ما يظهر للعيان، أكبر حجما بنسبة 14% من الحجم الطبيعي وأكثر إشراقا بنسبة 30% من حالته وهو في أبعد نقطة في مساره حول الأرض.

وتقع هذه الظاهرة حين يتقاطع عاملان فلكيان، اكتمال القمر مع انتصاف الشهر القمري، واقترابه إلى أدنى مسافة له من الأرض في مداره البيضوي حولها، ولذا يظهر كبيرا وساطعا أكثر من العادة بما نسبته 14 %.

ويبلغ القمر أدنى مسافة له من الارض عند الساعة 11,22 ت غ من الاثنين 14 تشرين الثاني ـ نوفمبر 2016، وهو سيكون بدرا مكتملا عند الساعة 13,52 ت غ، ويمكن مشاهدته وهو عملاق كبير في كل العالم، ابتداء من أقصى الشرق في دول اسيا المطلة على المحيط الهادئ، ومرورا بكل اصقاع الارض، شرط ان تكون الاحوال الجوية صافية.

في اليابان احتشد مئات الاشخاص الأحد على سطح إحدى ناطحات السحاب في طوكيو لمشاهدة القمر في اليوم السابق لاكتماله ودنوه من الأرض، وكان أيضا بحجم وسطوع كبيرين. وقال كينغو شينورما أحد هؤلاء الهواة مدهش كم هو كبير.

وفي سيدني، تجمع آلاف الأشخاص على شاطئ بوندي بيتش، ودعا الكاتب غافين ماكورماك إلى نشاط لهذه المناسبة روج له على موقع فيسبوك، وقال 17 ألفا أنهم سيشاركون فيه.

في إندونيسيا، ينتظر أن تشهد جزيرة بالي السياحية تجمعات مماثلة، كما أن كثيرين من هواة ركوب الأمواج سيستفيدون من جاذبية القمر العملاق وتأثيرها على حركة المد والموج ليمارسوا رياضتهم.

يقترب القمر الاثنين إلى مسافة 356 ألفا و509 كيلومترات من الأرض، علما أن المسافة المتوسطة التي تفصله عنها تبلغ 384 ألفا و400 كيلومتر.

وسجلت ظاهرة القمر العملاق آخر مرة في السادس والعشرين من كانون الثاني ـ يناير من العام 1948، وحينها كان القمر أقرب أيضا، ولن يتكرر اقترابه من الأرض إلى هذه المسافة مجددا قبل الخامس والعشرين من تشرين الثاني ـ نوفمبر من العام 2034، بحسب باسكال ديكان الباحث في مرصد باريس.

إضافة إلى ذلك، وبما أن الارض والقمر يقتربان من الشمس إلى أدنى مسافة في الرابع من كانون الثاني ـ يناير 2017، سيتلقى القمر ضوءا أكبر من الشمس، يجعله يبدو أكثر سطوعا، بحسب الجمعية الفلكية الأيرلندية. انتهى/خ.

اضف تعليق