بيوت من صفيح وأخرى بهياكل طينية وعشوائيات سكنية متداخلة اشبه "بالمتاهة " تلك الصورة المحدثة لمعالم التمدن في بغداد.

فالكارثة العمرانية التي تواجهها العاصمة سببها بحسب جهات مختصة عملية تسليب "الاراضي" التي تمارسها جهات متسلطة، وأخرى تساندها قوة "العشيرة "،لتتسع فجوتها ملتهمه المناطق الراقية ممن لا تبعد الا بضع أمتاراً عن مركز الإدارة المحلية لحكومة بغداد ، بعدما تفشت تلك الظاهرة داخل المناطق الشعبية او الفقيرة لتتحول بغداد من عاصمة الحضارة الى أكبر مدينة عشوائية في العالم.

لجنة الخدمات والاعمار النيابية، أقرت بأتساع رقعة العشوائيات في مركز العاصمة، عازية السبب لضعف تطبيق القانون وسطوة الجهات المتنفذة.

وقالت عضو اللجنة، اشواق الجبوري، لوكالة النبأ للأخبار"، أن" لجنتها قدمت طلبا الى رئيس لجنة الخدمات لاستضافة امين بغداد ذكرى علوش ،على خلفية أتساع ظاهرة العشوائيات في بغداد مشيرة الى أن" مجاميع متنفذة في الحكومة تمارس التجاوز على عدد من الاراضي التابعة ملكيتها للحكومة ،وتقطيعها ،وبيعها على المواطنين بأسعار محددة".

الجبوري أنتقدت امانة بغداد لعجزها عن رفع تلك التجاوزات، منوها الى ضعف تطبيق القوانين والقرارات غير مدروسة من مجلس الوزراء والتي تتسبب في تجاوز المجاميع والاحزاب على الاراضي المميزة في بغداد والمحافظات.

وأضافت، مئات المساحات حتى المصنفة بالراقية سابقا في وسط واطراف بغداد والمحافظات سيطرت عليها جهات متنفذه في الحكومة، وأخرى تجاوز القانون وتحكمها بالقوة العشائرية، والعذر هو بسبب الظروف التي يمر بها العراق لتبرر تتجاوزها على الأراضي التجارية والصناعية والزراعية.

مراقبون انتقدوا تلك الظاهرة التي شوهت منظر العاصمة مقابل تطور عمراني يناطح السحاب لدول إقليمية كانت بالأمس القريب "صحراء قاحلة".

اذ يقول الاعلامي احمد الشيخ أن "معظم الأراضي التابعة للدولة، يتمّ الاستيلاء عليها من قبل متنفذة في السلطة ، وهي تتحوّل إلى بيوت موزَّعة بشكلٍ مقرف، ويضيف لوكالة "النبأ للأخبار" هناك أراض مخطّط لها لأن تكون "مشاريع خدمية" تنفع المواطن، لكن تغاضي ذيول المتنفذين في الوزرات يحرم ملايين المواطنين من بناء المستشفيات، والمدارس، وباق الخدمات عليها!

فيما يتطرق المهندس المعماري، ياسر البياتي، لسرد واقعة نزاع عشائري حدث في بغداد وتسبب بمقتل خمس اشخاص ،داربين قبليتين عقب خلاف على استحواذ قطعة أرضً تتجاوز عدت كليو مترات لتقسيم أموالها فيما بينهم.. لكنّهم أختلفوا، فقتلوا بعضهم.

ويقول البياتي لوكالة "النبأ للأخبار"، حيتان الاستحواذ على الاراضي ، يسكنون الآن في مناطق بغداد الراقية في الكرادة، والمنصور، أذ وفرت لهم العشوائيات التي تسببوا في تفاقمها المليارات .والسبب غياب القانون وضعف سياسيات الدولة في توفير السكن لمواطنيها ،وبالتالي عمت الفوضى في بغداد التي اصبحت أكبر مدينة للعشوائيات في العالم.انتهى/س

اضف تعليق