قال مسؤول فرنسي في مدينة كاليه شمال فرنسا إن مخيم "الغابة" تم إخلاؤه تماما من اللاجئين.

جاء ذلك بعد أن اجتاحت حرائق اجزاء من مخيم المهاجرين القريب من ميناء كاليه الفرنسية - والذي يطلق عليه اسم "الغابة" - وذلك بعد 3 ايام من بدء عملية امنية فرنسية تهدف الى ازالته.

ولم تتضح هوية المتسببين في اضرام عشرات الحرائق في المخيم ليلة امس وصباح اليوم الباكر.

وكانت عملية اخلاء المخيم انطلقت الاثنين، واسفرت الى الآن عن نقل نحو 4 آلاف مهاجر (من 7 آلاف كانوا يسكنون المخيم) الى ملاجئ في اماكن اخرى من فرنسا.

وتقول رئيسة بلدية منطقة رأس كاليه إنها تعتقد ان اقل من الف مهاجر ما زالوا في "الغابة".

يذكر ان مخيم "الغابة" - التي تطمح اغلبية قاطنيه التوجه الى بريطانيا - اصبح رمزا لازمة المهاجرين التي تعاني منها القارة الاوروبية.

ويقول مراسل بي بي سي في المخيم سايمون جونز إن عدة اكواخ كائنة في الطريق الرئيسي المؤدي اليه احرقت ليلة الثلاثاء تحولت الى رماد، مضيفا ان هذا العمل قد يكون آخر تعبير عن التحدي من جانب مهاجرين لا يريدون ترك "الغابة" ولا يريدون ان يروا ملاجئهم تهدم من قبل السلطات الفرنسية.

واحرقت ايضا عدة متاجر وحافلة ذات طابقين كانت تستخدمها احدى المنظمات الخيرية لمساعدة النسوة والاطفال.

وقالت رئيسة بلدية رأس كاليه، فابين بوشيو، معلقة على الحرائق "إنه اصبح تقليدا في صفوف المهاجرين ان يدمروا مساكنهم قبل مغادرتها."

ولكن مدير شرطة كاليه قال إن مهاجرين اخبروه بأن ناشطين هم الذين اضرموا الحرائق.

ونقلت وكالة فرانس برس عن محمود الصالح، وهو احد سكان المخيم، قوله "اندلعت عدة حرائق اثناء الليل، وكلما يتم اخماد حريق يندلع آخر. كان الامر مدبرا بلا شك."

ومضى الشاهد للقول "تأخرت فرق الاطفاء في الوصول، ولم يكافح الحرائق الا نحن المهاجرون والمتطوعون."

من جانبها، قالت دوروثي سانغ التي تعمل لصالح جمعية "انقذوا الاطفال" الخيرية، "نعلم ان عدة مئات من الاطفال اضطروا للنوم تحت الجسر في الغابة ليلة امس بينما كانت الحرائق مندلعة حولهم. نعلم ايضا ان العديد منهم فروا هاربين. ان الوضع خطير جدا بالنسبة للأطفال في الوقت الراهن."

وانضمت صباح يوم الاربعاء اعداد اخرى من المهاجرين الى طوابير بغية استقلال حافلات تقلهم الى خارج المخيم. ولم تشهد العملية التدافع الذي وقع صباح الثلاثاء.

وكانت فرق الهدم شرعت يوم الثلاثاء في تفكيك المخيم يدويا دون استخدام الجرافات إذ يعتقد المسؤولون الفرنسيون ان استخدام المعدات الثقيلة من شأنه ارسال رسالة خاطئة.

ومن المقرر الانتهاء رسميا من تفكيك المخيم يوم الجمعة.

وكان نحو 3 آلاف من سكان المخيم قد نقلوا بواسطة حافلات الى مراكز ايواء في اماكن اخرى من فرنسا بحلول نهاية يوم الثلاثاء، بينما تم ايواء نحو الف مهاجر قاصر في حاويات بضائع نصبت قرب "الغابة."

ويقول مراسلنا إنه ليس من اليسير تقدير اعداد المهاجرين ومصيرهم، فالمخيم كان يؤوي بين 6 و8 آلاف مهاجر، ومن الممكن ان يكون عددا كبيرا من هؤلاء قد اختفوا وتوجهوا الى مدينة كاليه او مدن اخرى بشكل منفرد.

وتخشى السلطات ان يعود هؤلاء الى موقع "الغابة" لاحقا. انتهى/خ.

اضف تعليق