كان اليوم الاول من انطلاق معركة الموصل، ناشرا لبذور انتصارات تقطف ثمارها القطعات العسكرية خلال عملياتها في اليوم الثاني ضمن معركة حاسمة تكتب نهاية الوجود الداعشي على الاراضي العراقية، لتشكل عنوان نصر جديد تخطه سواعد عراقية يخلده التاريخ بحروف الشراسة وحبر التضحيات، في وقت تتواصل فيه رسائل المساندة تدفقها تجاه بغداد من عواصم اقليمية ودولية باستثناء دول هي بالاساس متهمة بدعم الارهاب.

فيما ساعات اليوم الاول على قلتها كانت كافية لتسجيل الخروقات من قبل طيران “التحالف الدولي” بسفكه دماء ابرياء موصليين عزل، في حين تصاب عيون طائراته بالعمى خلال هروب ارتال الدواعش باتجاه الاراضي السورية، ذلك ما اثار استغراب وحفيظة الحركة المسيحية في العراق (كتائب بابليون) المنخرطة في صفوف الحشد الشعبي الذي دكت صواريخه “الاهتزازية” اوكار العناصر الارهابية في الموصل.

وضمن هذا السياق كشف مسؤول إعلام الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي عن تحرير 20 قرية في محورين من عمليات تحرير نينوى.

وقال السورجي إن القوات المشتركة من البيشمركة والجيش العراقي حققت تقدما كبيرا فاق التوقعات حيث تمكنت قوات البيشمركة من تحرير تسع قرى والدخول بعمق 37 كم في الحدود التي كان تنظيم داعش الارهابي يسطير عليها في محور الخازر”.

مبينا أن “العملية أسفرت عن قتل عشرات الارهابيين من عناصر التنظيم”. وأضاف السورجي أن “المحور الثاني الجنوبي الذي تقدم فيه الجيش العراقي شهد هو الآخر تحرير 11 قرية والدخول بعمق نحو 30 كم في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش”.

كما اكد المتحدث الرسمي بأسم الحشد الشعبي يوسف الكلابي ان الحشد استخدم لاول مرة الصواريخ الاهتزازية تعمل على هدم الانفاق الداعشية الموجودة في الموصل”.

مضيفا “ان فصائل الحشد دكت اوكار داعش خلال عمليات تحرير الموصل من شمال بيجي باتجاه حمام العليل ومن بعد الشرقاط لاسناد القطعات وتأمين خطوط الامداد باتجاه مدينة الموصل”.

اما قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت فقد اكد ان “حصيلة اليوم الاول لمعركة الموصل تحرير اثنى عشر منطقة ضمن محور السهل الايمن وتدمير عشر سيارات مفخخة”.

واوضح جودت “ان اهالي منطقة اللزاكة ثاروا على داعش خلال تحريرها وقتلو ثمانية من عناصره”.

انتفاضة اهالي اللزاكة وقتلهم لعناصر داعش تشير الى حجم الظلم الذي تعرضو له خلال سيطرة التنظيم الارهابي، ورغبتهم بتحرير منطقتهم بالتعاون مع القوات المتجحفلة صوبهم، وحالهم كحال اهالي المناطق التي لا تزال في قبضة الدواعش.

ذلك ما يتوافق مع الانباء التي أفادت بإنسحاب عصابات داعش الارهابية من الساحل الأيسر الى الساحل الأيمن في مدينة الموصل بعد انتفاضة شعبية ضدها. وذكرت مصادرت محلية أن “انتفاضة قوية من قبل اهالي نينوى ضد داعش بدءا من حي التحرير في الساحل الايسر حيث قاموا بتصفية العديد من عناصر داعش”.

مشيرة الى ان “الانتفاضة اجبرت داعش على الانسحاب تجاه الساحل الأيمن بشكل شبه كامل حيث وجدوا امامهم العلم العراقي يرفرف في منطقة وادي حجر.

الى ذلك اعلن قائد عمليات تحرير نينوى اللواء الركن نجم الجبوري عن تفكك صفوف عصابات داعش الإرهابية في داخل مدينة الموصل.

وذكر الجبوري ان “صفوف داعش في داخل الموصل تفككت وتسجيل حالات هروب جماعي لهم من المدينة”.

مضيفا ان “خطوط الصد التابعة لداعش تنهار بسرعه غير مسبوقة وفي جميع المحاور.

وبينما تشير الوقائع الميدانية والتقدم السريع للقوات العسكرية الى انهيار صفوف داعش ويرجح سرعة حسم المعركة، الا ان “التحالف الدولي” وحده يسبح عكس التيار ويغرد خارج السرب اذ قال قائد التحالف الدولي ستيفن تاونسند إنه “من المرجح استمرار معركة استعادة الموصل لأسابيع وربما لفترة أطول”. فيما كشف مصدر محلي من محافظة نينوى عن قيام التحالف الدولي بقصف منزل سكني شرق مدينة الموصل في أول خرق عسكري يسجل خلال معركة التحرير يضاف الى سجل خروقاته في معارك سابقة.

وقال المصدر ان “طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أسقط قذيفة على الأحياء السكنية في حي التحرير شرقي مدينة الموصل ما تسبب بتدمير منزلاً وقتل القاطنين بداخله، فضلاً عن إصابة عددٍ من المدنيين في المنازل المجاورة”.

في حين أبدت الحركة المسيحية في العراق (كتائب بابليون) المنضوية في صفوف الحشد الشعبي، استغرابها من عدم استهداف طيران التحالف الدولي أرتال تنظيم “داعش” الهاربة من الموصل الى الرقة السورية.

ياتي هذا في وقت تلقى فيه العراق سير من المسنادات وبيانات الدعم من دول واطراف عديدة، حيث أعلنت جامعة الدول العربية مساندتها “الكاملة” للعراق في معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم “داعش”.

وقال محمود عفيفي المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية إن “أحمد أبو الغيط يؤكد مساندته الكاملة للعراق حكومة وشعباً في معركته لتحرير مدينة الموصل” معرباً عن “تطلعه لأن تكلل هذه العملية بالنجاح بما يؤدي إلى استعادة هذه المدينة العريقة إلى كنف الدولة العراقية، وبما يدعم أمن واستقرار العراق ووحدة أرضه وسلامته الإقليمية”. وقال بيان لمكتب العبادي ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعلن “دعم بلاده للعراق ووحدة اراضيه ورفض اي تدخل في شؤونه الداخلية “واضاف السيسي “نحن معكم في مكافحة الارهاب والتطرف”.

فيما قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية محمد المومني إن “الاردن يعرب عن امله في ان تشكل معركة تحرير الموصل أنموذجا للارادة والتحالف في مواجهة الارهاب واجتثاث عصابة داعش الارهابية التي تمثل واحدة من ابشع الصور التي شهدتها الانسانية في القتل واشاعة الفوضى وتشويه الدين والحضارة”.

فيما قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الايراني في الشؤون الدولية حسين امير عبداللهيان ان “العمليات الكبيرة للقوات المسلحة العراقية ضد داعش في الموصل تسهم في ضمان الامن العالمي”.انتهى/س

اضف تعليق