تزامناً مع إعلان رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، بدء العمليات العسكرية لتحرير مدينة الموصل من العصابات الإرهابية داعش، أعلن الإعلاميون والصحفيون في مدينة كربلاء المقدسة عن دعمهم ومُساندتهم للقوات الأمنية والحشد الشعبي المشاركون في تحرير مدينة الحدباء المُسيطر عليها من قبل تلك التنظيمات الارهابية ولأكثر من عامين.
وقال مُستشار نقابة الصحفيين العراقيين لشؤون محافظات الفرات الأوسط ورئيس فرع كربلاء المقدسة، نعمة عبد الكريم الخفاجي، انه "في الوقت الذي يمر به بلدنا بوضع استثنائي حيث يتقدّم الرجال في القوات الأمنية والحشد الشعبي الى أوكار الشر لطرد كل الجرذان النتنة التي أرادت أن تُفسد في أرض الطهارة، أرض العراق الأبي، الأرض التي تقدّست بدماء الشهداء الذين بذلوا مُهجهم لإسعادنا بعد أن حاول الطامعين والحاقدين أن يقتلوا الحياة والبسمة بحقدهم وتخلّفهم، فحريٌّ بنا كصُحفيين وإعلاميين أن نجعل بكل ما تجود به أفكارنا وأقلامنا وصورنا وقفاً نزين به صفحاتنا لأمر الدفاع عن العراق العزيز ومُساندة قواتنا الأمنية وجيشنا الباسل ومؤازرة حشدنا الشعبي المُبارك بالصورة والكتابة والموضوع والتحقيق والتقرير "مضيفاً "علينا اليوم أن نتوقّف مؤقّتاً عن نشر كل ما هو بعيد عن ما يحدث لنرجأ كل الأشياء الى وقت آخر حتى يتخلص بلدنا العراق من هذا الخطر الداهم الذي يتهدّده وجوداً وبقاءً وحضارةً وتأريخاً وكياناً، وحتى تعود أمور البلد الى طبيعتها، وعلينا اليوم أيضاً أن نستثمر كل طاقاتنا وجُهدنا في سبيل تعزيز الموقف الوطني والتحرير المُقدّس".
وأضاف "نحن على يقين بأنّ زملائنا لم يدّخروا جهداً وهم يؤدّون واجباتهم في مؤسساتهم الإعلامية وفي صُحفهم وحواراتهم وبرامجهم وكتاباتهم وفي كل مكان على أتمّ وجه وأحسن صورة، دعوتنا أن يكون وقتنا وحقّنا الشخصي في هذا الظرف الاستثنائي كلّه موقوفاً للعراق ومن أجل العراق وفي سبيل العراق".
مشيراً الى "نحن على يقين أيضاً باننا نوشك أن نكتب خاتمة أخبارنا وتقاريرنا وتحقيقاتنا مُعزّزة بصور النصر المؤزّر بإذن الله تعالى".
من جانبه قال مدير مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في المحافظة، الكاتب الصُحفي علي الطالقاني، انه "بالرُغم ممّا ترتكبه تنظيمات داعش الإرهابية من جرائم وانتهاكات، تعمل بنفس الوقت على بث خطاب إعلامي يدعم سياستها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث يصوّر هذا الخطاب بأنّ التنظيم يرعى الحياة اليومية ويؤمّن حياة المواطنين تحت ظل ما يسمى بـ (الخلافة)، ويحاول التنظيم أيضاً رسم صورة إعلامية عن نفسه بأنّه مُتطوّر ومُتكيّف مع ما يجري في المنطقة وله جاذبية قوية، وأنّه يوظّف الإعلام من أجل أهدافه حيث لا يُمكن وصفه بأنّه عملية قتل أو السيطرة على منطقة ما، وإنّما هو رسالة وجزء من خطاب يتم تصديره، ما نريد قوله هنا أنّ الخطاب الإعلامي المُناوئ كان له أثر كبير في تضخيم الحدث الذي يُراد منه انهيار الأوضاع الأمنية كما حدث من قبل في الموصل وساعدته في ذلك بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية الناقلة للمشاهد التي يبثّها التنظيم بحربه النفسية بأن التنظيم يتقدّم بسرعة تجاه مواقع حيوية وذلك من أجل تخلّي القوات الأمنية عن مواقعها، فضلاً عن إنّ هذه الوسائل الإعلامية تبث مشاهد مُرعبة تزرع هواجس مُخيفة لدى المواطنين والقوات الأمنية على حدّ سواء".
مضيفاً "نحن لا ننكر ما قام به التنظيم فعلاً من مجازر لكن هنا يدور الحديث عن مصالح معينة وربّما هي حماقة ترتكبها بعض وسائل الإعلام بحيث أصبحت أخبارها تؤرّق المواطنين وتتسبّب بمخاوف حقيقية يُعاني منها الجميع دون الالتفات لمخاطر الحرب الإعلامية التي يُروّج لها التنظيم".
وأكد الطالقاني "وجب علينا اليوم مُضاعفة الجهود من أجل مواجهة الماكنة الإعلامية التي يتمتّع بها داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية عبر الإستعانة بالأخصائيين في المجال الإعلامي وبعدّة لغات لمواجهة الحملة الدعائية للتنظيم، والإستعانة أيضاً بزعماء دين مُعتدلين من أجل بث خطاب إسلامي مُعتدل".
لافتا الى انه "في الإطار الحكومي يجب الإستعانة بمراكز إتصالات مُكافحة الإرهاب ومُضاعفة العمل الإعلامي وذلك لكسب مُصداقية أكبر لتفنيد الخطاب الإعلامي للتنظيمات الإرهابية".
من جانبٍ آخر دعا مدير الإعلام والإتصال الحكومي في المحافظة، توفيق غالب الحبالي إلى ان "على الزملاء الإعلاميين والصُحفيين كافّة توحيد الخطاب الإعلامي وإطلاق شعار (السبق الوطني) بدلاً من السبق الصُحفي، لأنّ معركة تطهير أراضي بلدنا الحبيب العراق والوقوف الى جانب أبطالنا الأحبّة من الجيش العراقي الباسل وأجهزة الشرطة بكل صُنوفها وحشدنا المُقدّس ولو بكلمة، وكذلك من خلال دعمهم من خلال تقارير ميدانية مع المواطنين لدعم قواتنا الأمنية".
يُذكر أن المُتحدّث الأمني لهيئة الحشد الشعبي، يوسف الكلابي، حذّر أبناء مدينة الموصل من وجود مُخطّطاً تآمرياً كبيراً جدّاً من أجل إيجاد التفرقة بين أبناء الشعب العراقي من خلال معركة الموصل، إضافةً الى وجود مُخطّطات لعناصر مُسلحة ستقوم بإرتداء زي الحشد الشعبي للإعتداء على المواطنين في المحافظة، من أجل تلفيق التُّهم ضد أبناء الحشد كما فعلو سابقاً "مُبيّناً إنّ "الصحافة العربية والغربية بدأت بوضع الزيت على النار كما حدث في أغلب معارك الفلوجة والمناطق التي تحرّرت من عصابات داعش الإرهابية". انتهى/خ.

 

 

اضف تعليق