نددت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، الاثنين، بقيام تنظيم الدولة الإسلامية داعش، بتدمير معبد بعل شمين في مدينة تدمر السورية واعتبرت ذلك "جريمة حرب".

وقالت مديرة المنظمة آيرينا بوكوفا في بيان، إن هذا التدمير جريمة جديدة وخسارة جسيمة للشعب السوري والإنسانية، مشددة على ضرورة معاقبة من يقفون وراء هذا الفعل.

وأضافت أن التنظيم، رغم ما يرتكبه من جرائم قتل وتدمير للمواقع، لن يستطيع أن يغير التاريخ، وسيفشل في النهاية في محو ذاكرة العالم.

أفادت مصادر سورية بأن تنظيم الدولة الإسلامية داعش فجر معبدا أثريا يبعد عشرات الأمتار عن المسرح الروماني في مدينة تدمر وسط سورية، والمدرجة على لائحة التراث العالمي.

وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم، إن التنظيم لغم معبد بعل شمين بكمية كبيرة من المتفجرات قبل أن يفجره.

وأوضح أن التفجير أدى إلى دمار الجزء المغلق من المعبد وانهيار الأعمدة المحيطة به، مشيرا إلى أن داعش دمر في شهر تموز/يوليو الماضي، تمثال أسد اثينا الشهير الذي كان موجودا عند مدخل متحف تدمر. وأضاف المسؤول السوري أن التنظيم حول المتحف إلى محكمة وسجن، حيث وأعدم أخيرا المدير السابق لآثار المدينة خالد الأسعد، ثم علقوا جثته ومثلوا بها.

ولم يحدد عبد الكريم تاريخ تفجير بعل شمين، لكن المرصد السوري نقل عن مواطنين نجحوا في الخروج من المدينة، بأن عملية التفجير نفذت قبل نحو شهر.

وبعد أن سيطر على تدمر في 21 أيار/مايو، أعدم تنظيم داعش داخل المدينة وخارجها أكثر من 200 شخص بينهم 20 تم اغتيالهم في المتحف الأثري، ما أثار مخاوف يونيسكو والمجتمع الدولي بشأن مصير كنوز هذه المدينة الأثرية التي تلقب بـ "لؤلؤة الصحراء".

وكانت يونيسكو قد نددت في الثالث من تموز/يوليو بتدمير آثار تدمر. وقالت مديرة المنظمة آيرينا بوكوفا، إن تدمير تماثيل نصفية مصدرها تدمر في ساحة عامة أمام جمهور وأطفال تتم دعوتهم إلى تخريب تراثهم، يشكل "مشهد شر تقشعر له الأبدان".

ودمر التنظيم في نيسان/أبريل في العراق، مدينة النمرود الأثرية مستخدما جرافات وفؤوس ومتفجرات. وخرب أيضا مدينة الحضر الرومانية ومتحف الموصل في شمال العراق.

وحسب الأمم المتحدة، فقد تعرض أكثر من 300 موقع أثري سوري إلى الدمار أو النهب خلال النزاع في سورية المستمر منذ أكثر من أربع سنوات.

اضف تعليق