غيبت التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة طقوس الاحتفالات بالاعياد والمناسبات في العراق، فبدلاً من الزيارات الاسرية والاجتماعية المتوارثة اصبح بعض الناس يقتصرون على التهاني بهذه المناسبة عبر وسائل الاتصال المتنوعة.

فرسالة فايبرية صغيرة تغني عن تكلفة زيارة عائلية وينسحب الحال على برامج التلجرام او الفيس بوك أو من خلال الرسائل القصيرة SMS عبر الجوالات كموضة جديدة خاصة لم تطال الشباب فقط، وانما عامة المجتمع بكافة الاعمار.

 ويرى موطنون ان "التقنية الحديثة أختصرت المسافة في رحلة الذهاب والاياب من زحمة للطرق، ومخاوف الارهاب، فيما عدها أخرون وسيلة حديثة وفرت الجهد والمال في الزيارات العائلية (العيدية) لاسيما مع حالة التقشف ألاقتصادي لكنها فتتت صلة الارحام وأذابة نكهة التقاليد.

فيما يشير أكاديميون الى إن "التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي كانت سببا في انخفاض الجانب الإنساني لدى الكثيرين نتيجة لابتعادهم عن الحوار والمقابلة والتي تعتبر إحدى السمات المميزة التي تتصف بها مواسم الأعياد وتسعى في لم شمل الأسرة وتعزيز صلة الرحم، إلا أن التقنية نهشت عظام العديد من الأفراد وأصبحت هي وسيلتهم المفضلة في تهنئة العديد من أقاربهم".

في هذا السياق يقول فواد حسن وهو طالب جامعي بأن وسائل الاتصال وفرت عليه الوقت والمال والجهد، فبدل رحلة زيارة واحد تكلفني عدد من الساعات في خضم زخم مروري بات صفة ملازمة للواقع العراقي.

ويضيف تهنئة كل الاصدقاء والاقرباء لا تكلفني الا بضع دقائق وكبسة زر واحده على لوحة المفاتيح الخاصة بجهازي الخلوي.

فيما يبين حميد المدرس في حديثه لوكالة النبأ/الاخبار) إن "الرسائل ليست بمقام ان تقابل الشخص بذاته وتنقل له مشاعرك الحارة تجاهه كما انه أفضل من ان تكون رسالة مقتبسة أحيانا.

 ودعا المدرس إلى محاربة هذه التقنية فهناك إيجابيات وسلبيات لكل شيء ومن إيجابياتها انها تقرب البعيد، وتمكن من إرسال رسالة واحدة لعدد كبيرلكنها في ذات الوقت اذبة نكهة العادات والتقاليد وباعدت بين صلة الارحام.

واشتكت ام محمد انشغال ابناءها الثلاثة باجهزتهم النقالة والذكية وهو ما ينطبق على كافة افراده اسرتها من الاخوة والاخوات وبحسب ما توضحه لوكالة النبأ/(الاخبار): فأن الغالبية من المراهقين والشباب يستخدمون الأجهزة الذكية، وأصبح تفاعلهم مع المجتمع من خلالها، ولم يعودوا يحرصون على التجمعات العائلية والتفاعل مع افرادها من خلال الزيارات وهو ما سينجم عنه أمور قد لا يحمد عقباها في المستقبل القريب.

وتشير إحصائية مُختصه اجريت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي أحتلال العراق المرتبة الثالثة بين الدول العربية في استخدام تقنية موقع التواصل الاجتماعي".

فيما أثبتت دراسة حديثة أن اكثر من 400 مليون شخص يعانون من ظاهرة الإدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي, ويعد هذا النوع من الإدمان الجديد أقوى من الإدمان على الخمر أو المخدرات أو التدخين, وهو أحد أسباب ظهور حالات التوتر والاكتئاب التي قد تؤدي إلى الانتحار.

وأوضحت الدراسة العلمية التي نشرتها صحيفة ديلي ميل البريطانية أن الإفراط في استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى اكتساب عادات سيئة في مقدمتها العزلة المجتمعية.

وتشير لدراسة حديثة إلى أن الدماغ يرغب في تفقد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مرة كل 31 ثانية, كما حذرت دراسة أخرى من خطورة إدمان المراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك تجنباً لإصابتهم بالضغوط النفسية التي قد تقودهم إلى الأفكار الانتحارية. انتهى/خ.

اضف تعليق