قد يظن البعض أن الإنسان الكفيف هو إنسان غير طبيعياً، لا يستطيع القيام بواجباته اليومية فهو يكون خاطئ، المكفوفون هم الذين فقدوا بصرهم لأسباب عديدة قد يعود بعضها من الولادة ولربّما بعضها الآخر لأسباب وراثية أو الفقدان بشكل تدريجي أو بحوادث طرق أدّت في النهاية بهم أن يحرموا من البصر وقبولهم لما كتب الله لهم.

وقد تتعجّب حينما تنظر للوهلة الأولى الى هذه الصور التي تُمثل نتاجات شاب عراقي كفيف أبدع منذ نعومة أظفاره بصناعة بعض الحافلات والآليات الثقيلة مثل (الجرافة وآليات أخرى)، إنه ليس من صنع شركة "هونداي" أو "تويوتا" أو أي ماركة عالمية (ألمانية أو يابانية أو أمريكية) إنّها صناعات يد الشاب الكربلائي الكفيف (سعد عداي الربيعي).

وفي لقاء أجرته وكالة النبأ للأخبار مع مدير جمعية السراج العراقية للمكفوفين في كربلاء المقدسة عثمان الكناني قال ان "الشاب الكربلائي الكفيف سعد الربيعي هو أحد أعضاء جمعيتنا، والذي فقد بصره مُنذ سنينه العشرة الأولى لكن صور الأشياء بقيت عالقة في ذهنه، ممّا ساعده وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى على صناعة هذه الأشياء التي تحتاج الى دقّة ومهارة عالية وتقنية تتلائم مع التقنيات الحالية".

مضيفاً إن "صور تلك الأشياء التي بقيت عالقة في ذهنه يبلغ عمرها أكثر من عشرين عاماً ولازالت تعيش معه في بيتيه كأي فرد من أفراد أسرته الصغيرة، يعتني بها ويقوم بإدامتها بين الحين والآخر كي تُحافظ على جمالها ورونقها".

وعن آخر أعماله قال الربيعي "قمت باستثمار شاشة بلازما محترقة فصغرت حجمها وجعلتها بحجم شاشة جهاز الحاسوب (اللابتوب) وربطتها مع جهاز ستلايت بعد أن حوّرت معظم أجزائه، وأصبح جهاز ستلايت يعتمد على الصوت فقط دون الصورة".

وأضاف الربيعي "أجيد أعمال الكهرباء وصيانة الأجهزة الكهربائية بشكل كبير ودقيق وكذلك صناعة السِباكة ونصب وفك وشد الغرف الخاصّة بالنوم (الأخشاب) وأمور أخرى كثيرة". انتهى/خ.

اضف تعليق