عقد مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث في كربلاء المقدسة حلقته النقاشية الشهرية المتلفزة تحت عنوان (الصياغة الجديدة لعالم الغد من الفوضى الى النظام) مقاربات في فكر الإمام الشيرازي (قدس)، إستضاف فيها الأكاديمي والباحث السياسي الدكتور أنور الحيدري وبحضور عدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بسيرة وحياة الإمام الشيرازي (قدس) ومدراء مراكز دراسات وإعلاميين.

أدار الحلقة مدير المركز حيدر الجراح الذي قال لمراسل وكالة النبأ للأخبار إن "العالم ليس سليم الصياغة وهو علم المجانين وتلك الصرخة المحذّرة أطلقها الإمام محمد الحسيني الشيرازي (قدس) قبل أكثر من ربع قرن في كتابه (الصياغة الجديدة لعالم الإيمان والحرية والرفاه والسلام)".

مضيفاً إن "الفوضى هي نتاج الإنفصال بين الفطرة والسلوك كما يؤكد الراحل (قدس) والمجتمع الذي يضم مثل هذا النوع من الإنسان المُنخلع من نفسه عن نفسه، مجتمع مُنحرف ومريض، ممّا يقود الى أن يكون الإنسان في ضيق من الحياة وضنك من العيش وتبعاً لهذا يكون العالم بأسره كذلك".

من جانبه قال الحيدري إن "صياغة الغد هي رؤية تنطلق من المفردات بهدف صياغة أين الغد؟ ولماذا الغد؟ إنه هاجس نفسي لدى الإنسان بأن يتجاوز غريزة الخوف للانطلاق نحو مُستقبلٍ آمن، هنالك عدّة أدوات استُخدمت في هذا الجانب منها علم (النفس والسياسة والاقتصاد والاجتماع)، والذي يدفع الإنسان الى أن يبتعد عن يومه بإتجاه الغد، ولماذا يُحاول أن يتجنّب سلبيات اليوم؟".

مضيفاً "نعم مع كل العقل الذي يتمتّع به الإنسان إلا إن جنون الفوضى مازالت قائمة، فقتل الإنسان للإنسان وخصوصاً خلال القرن الماضي ومطلع هذا القرن مازال بأبشع صوَره، عدم المساواة على أكثر من جانب (سياسي وإقتصادي) وفي أكثر من مجال وفي أكثر من بقعة، ما السبب؟ هل هو الإقتراب من الدنيا أم الإبتعاد عن الله؟ كيف أراد الله للبشرية والإنسان أن يكون في يومه وغده؟ وكيف أراد الفكر الوضعي البشري ذلك؟ ما هي التداعيات؟ وما هي السلبيات؟ وأين يسير المستقبل؟ وكيف سيكون الغد؟ هل يستطيع الإنسان أن يصوغ مستقبله بيده؟".

مبيّناً "أسئلة ومحاور أخرى نُحاول الإجابة عليها خلال ورقتنا البحثية اليوم، في ضوء رؤى علمية واقعية من صميم الواقع المعاصر وفي ضوء رؤى فكرية فلسفية تنطلق من عقل الإنسان". انتهى/خ.

اضف تعليق