مع انتشار العشرات من تطبيقات التواصل الاجتماعي، تغيّرت طريقة وطبيعة التواصل البشري اليوم مقارنة بالماضي.

ومع استخدام أكثر من مليار شخص حول العالم لتطبيق "فيسبوك" يومياً، لم يعد الفرد يشعر بالوحدة، حتى وإن لم يكن مع أحد وجهاً لوجه. لكن، يتجاوز أثر وسائل التواصل الاجتماعي المجتمعات بشكل عام، ليتغلغل أثرها في أدمغتنا.

وأصدرت جامعة كاليفورنيا في مدينة لوس أنجيلوس الأمريكية دراسة حديثة، تضمنت مسحاً طبقياً محورياً لأدمغة 32 مراهقاً يستخدمون تطبيقاً مشابهاً بتطبيق "إنستغرام". ومن خلال مراقبة النشاط الذهني لمختلف المناطق في أدمغة المشاركين، وجد الفريق أن الحصول على تعليقات "إعجاب" على الموقع حفّز نظام المكافآت أو الإحساس بالرضى في الدماغ.

وتقول كاتبة البحث لورين شيرمان: "عندما يعلم المراهقون أن صورهم حصلت على الكثير من تعليقات "إعجاب"، يصبح مركز المكافآت والرضى في الدماغ فاعلاً، بالطريقة ذاتها لشعورنا لدى رؤية الأشخاص الذين نحبهم وربح الأموال." وبحسب البحث، هذا الشعور بالرضى يحفّز بدوره على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أكبر.

وبحسب شيرمان، تعتبر منطقة الشعور بالرضى فاعلة جداً لدى المراهقين، ما يساعد بمعرفة السبب من وراء تعلّق تلك الفئة العمرية بمواقع التواصل الاجتماعي.

• التعلّم الاجتماعي: وبينما يعتمد تقييم فعالية رسالة معينة على تعابير الوجه أو لغة جسد المتلقي، أصبح قياس فعالية أي رسالة اليوم يعتمد على كمية تعليقات "الإعجاب" أو إعادة تغريد الرسالة من قبل أشخاص آخرين، وهذا أمر يميز التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالتواصل الطبيعي.

وتؤكد البروفيسورة إيرواز دومثيل في كلية "بيركبيك" في جامعة لندن أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر على طريقة نمو الدماغ البشري، وخصوصاً أن "كل ما يتعلمه الشخص أو يختبره، يُخزن في الدماغ، ما يؤثر على الدماغ وقوة الروابط بين الخلايا العصبية".

وتقول دومثيل: "رغم أن الإنسان في هذا العصر لا يتمتع بالدقة في تقييم تعابير الوجه مقارنة بالأجيال القديمة، إلا أن الدماغ البشري اليوم مستعد لتقييم مجموعة كاملة من الأشخاص أثناء التحادث على إحدى التطبيقات،" موضحة أن "هذا الأمر ليس إيجابياً أو سلبياً، بل إحدى الطرق التي يتأقلم بها دماغنا في محيطه".انتهى/س

اضف تعليق