أكدت صحيفة الواشنطن بوست، اليوم الأربعاء، أن (داعش) بدأ يعد اتباعه لاحتمال فقدانه للأراضي التي يحتلها في العراق وسوريا و"انهيار الخلافة" التي أعلنها قبل سنتين، مرجحة استمرار التنظيم بتنفيذ المزيد من الهجمات الإرهابية رداً على خسائره العسكرية و"تهيئة" اتباعه للتأقلم مع "خلافة زائفة لم يعد ولها وجود ."

وقالت صحيفة الواشنطن بوست The Washington post الأميركية في تقرير لها اليوم، إن "قادة تنظيم داعش يعدون اتباعهم بصمت للظروف الجديدة بعد الخسائر التي تعرضوا لها مؤخرا في العراق وسوريا، مع احتمالية انهيار خلافتهم"، مشيرة إلى أن أولئك "القادة باتوا يقرون بأن الخسائر التي تكبدوها تجبرهم على تغيير استراتيجيتهم" .

وذكرت الواشنطن بوست، أنه برغم "قيام تنظيم داعش بشن سلسلة من الهجمات الإرهابية حول العالم، إلا أنه يقوم ببنحو هادئ بتهيئة اتباعه لاحتمالية انهيار الخلافة التي أعلن عنها بكل تبجح قبل سنتين"، مبينة أن "قادة داعش يقرون عبر رسائل علنية وإجراءات اتخذوها في سوريا مؤخراً، بتراجع حظوظ التنظيم على أرض المعركة في الوقت الذي يتشبثون بما بقي لهم من معاقل معرضة للسقوط في أي وقت" .

ورأى خبراء أميركيون في مجال مكافحة الإرهاب، بحسب الصحيفة، أن "الهجمات الدموية التي تعرضت لها بغداد واسطنبول حزيران الماضي، ما هي إلا رداً على الخسائر العسكرية التي مني بها داعش في كل من العراق وسوريا"، مرجحين احتمال "استمرار مثل تلك الأعمال الإرهابية خصوصا بعد تحول التنظيم من شبه دولة إلى شبكة ظل وهمية متفككة لها فروع وخلايا في ثلاث قارات على الأقل" .

وأضافت الواشنطن بوست، أن "عناصر قيادية من داعش أقرت عبر مقابلات خاصة وبيانات علنية، بأن الانتكاسات العسكرية التي مني بها التنظيم قد أجبرتهم على تغيير استراتيجيتهم"، مستدركة "لكنهم برغم ذلك يصرون على أن مشروع الخلافة ما يزال قائماً" .

ونقلت الصحيفة، عن قيادي في تنظيم داعش، رفض الكشف عن اسمه، قوله لصحفي أجنبي فيها عبر الانترنيت، إنه "بينما نرى مراكز قوانا تتعرض للهجوم في كل من العراق وسوريا، تمكنا من تحويل بعض قياداتنا ومعداتنا الإعلامية والتمويلية إلى دول أخرى، ونستقبل يوميا طلبات من أشخاص يخبرونا أنهم يريدون المجيء لأرض الخلافة هنا لكننا نخبرهم أن يبقوا بدلا من ذلك في بلدانهم وأن ينتظروا فعل شيئاً ما هناك ."

وذكرت الواشنطن بوست، إن هناك "مؤشرات أخرى على بوادر انهيار الخلافة تضمنتها بيانات صادرة عن مسؤولين في التنظيم خلال الأسابيع الستة الماضية، وهي المدة التي شهدت انتكاسات عسكرية للتنظيم تراوحت بين جبهات القتال في الفلوجة وسط العراق، امتدادا إلى الحدود السورية التركية" .

ودللت الصحيفة الأميركية على ذلك بـ"الافتتاحية المتشائمة الصادرة عن التنظيم المنشورة في صحيفته الإخبارية الاسبوعية النبأ الناطقة بالعربية، الذي يقر فيها بحسب توقعاته، باحتمالية فقدانه للأراضي التي يحتلها في العراق وسوريا".

ودعا التنظيم في تلك الافتتاحية التي جاءت تحت عنوان "أوهام الصليبيون في زمن الخلافة"، إلى "حشد اتباع التنظيم بالإصرار على بقاء الخلافة حتى لو سقطت جميع المدن بيدي زحف الصليبيين".

وجاء في الافتتاحية أيضاً، أن "الصليبيين وأتباعهم من المرتدين يغمرهم الوهم بأنهم يستطيعون إزالة جميع محافظات دولة الخلافة مرة واحدة"، وتابعت " في الواقع أن أعداء الخلافة لن يتمكنوا من إزالتها بتدمير أحد المدن أو محاصرة أخرى أو من خلال قتل جندي أو أمير أو إمام، إذا كانوا يريدون تحقيق نصر حقيقي فلن يستطيعوا ذلك بعون الله وسيضطرون الانتظار لوقت طويل لحين محو جيل كامل من المسلمين الذين شهدوا عودة دولة الخلافة ."

ونقلت الواشنطن بوست، عن الباحث ول مكانتس، من معهد بروكنغز للأبحاث في واشنطن، قوله إن "الهجمات المميتة التي تعرض لها مطار اسطنبول في تركيا ومنطقة الكرادة في بغداد، تشكل جزءاً من محاولة التنظيم طمأنة اتباعه على ديمومة بقاء دولته الإسلامية" .

وأضاف مكانتس، أن "الهجمات التي يقوم بها التنظيم في الخارج تشكل مؤشراً على القلق الذي يعيشه التنظيم في الداخل وهو يحاول تلميع صورته أمام اتباعه"، عاداً أن "التنظيم يحاول تهيئة اتباعه للتأقلم مع خلافة زائفة لم يعد ولها وجود ."

وشهدت منطقة الكرادة داخل، وسط بغداد، في الواحدة من فجر (الثالث من تموز 2016 الحالي)، تفجيراً بسيارة مفخخة يقودها انتحاري صنف الأعنف من نوعه منذ سنة 2003، حيث راح ضحيته مئات الضحايا بين قتيل أو جريح وخلف أضراراً مادية وبيئية كبيرة.

وكان مطار أتاتورك في مدينة اسطنبول التركية، تعرض لهجوم إرهابي في (الـ28 من 2016)، أدى إلى مقتل 43 شخصا وجُرح 239 آخرون.

يذكر أن القوات الأمنية العراقية تمكنت من تحقيق انتصارات مهمة على (داعش) وطرده من غالبية المناطق التي "اغتصبها"، لاسيما في محافظة صلاح الدين وديالى والأنبار، وأنها تواصل تقدمها حالياً لتحرير باقي المناطق المحتلة في كركوك ونينوى.انتهى/س

 

اضف تعليق