دعت نساء عراقيات القائمين على ادارة الحكم في البلاد ، الى نبذ وكسر طوق المحاصصة الطائفية والحزبية التي حالت دون اختيار النساء الجديرات بتولي المراكز القيادية في مواقع السلطة وصنع القرار، واهمال امكانياتها وكفائتها وخبراتها وتفضيل اخريات ممن ينتمين لاحزاب وطوائف معينة دون غيرها، الامر الذي اغفل معه اسماء نساء قدمن الكثير لاجل خدمة بلدهن وتطويره وبناءه، وقدمت للمبدعات شهادات تقديرية وباقة ورد وهدايا تثمينا لجهودهن المميزة .

جاء ذلك خلال احتفال نظمته لجنة المرأة في وزارة الثقافة وحمل اسم "صانعات الحياة"، في  دار الثقافة والنشر الكردية ببغداد، بحضور مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور شفيق المهدي وعدد من النساء العاملات في الوسط الثقافي والادبي والفني والاعلامي، وشمل الاحتفاء بثلاثة نماذج من نساء عراقيات قدمن الكثير للثقافة والفن خلال مراحل عمرهن في العمل الوظيفي الذي امتد من ٣٠ الى ٤٠ عاماً، لكن جرى تعطيل او اهمال حصولهن على مناصب قيادية هن الاجدر بها لاسباب عديدة، وهن كل من الدكتورة فاتن الجراح اختصاص مسرح الطفل والسيدة غنية ياسين معاون مدير عام الشؤون الادارية، وايضا ليلى خزعل معاون المدير المالي لدائرة الشؤون الادارية.

الدكتور شفيق المهدي تسائل في كلمته بداية الحفل، ماهو السبب الذي يجعل المرأة تتبوأ منصب معاون مدير وليس مديراً عاما في معظم وزارات الدولة العراقية ، برغم انها الأكفأ بالعديد من المجالات سواء ما يخص ثقافة العلاقات او بعض الوزارات المعنية بشؤون المواطن المقهور كونها اكثر تحسسا لمعاناة الاخر، واكثر حرصا على اداء العمل واكثر نظاما ايضا واقل فساداً، مؤكدا نحن الرجال جبابرة اذ نسحقها ومن ثم نطالب بتحريرها، وابدى سعادته بهذا النشاط الذي يسلط الضوء على ابداع المرأة العراقية آملا ان تنال استحقاقها مستقبلا، داعيا الى ضرورة الاشارة الى كل من يسيء اليها سواء بحياتها العملية، أو الاجتماعية، وان المدير العام هو الذي يشيع الفرح والعدالة بين الموظفين فلا فرق بين من يسقي الشاي وبين معاون المدير.

واكدت افراح شوقي رئيسة لجنة المرأة في الوزارة، الى احقية اسماء نساء كثيرات لهن باع طويل في العمل الوظيفي في ان يقدن الدوائر والمؤسسات والوزارات بالشكل الامثل، وقد حان الوقت لرفض كل اشكال الاستبعاد والتهميش واستغلال الفرص من قبل الاخرين دون مستوى الكفاءة والقدرة، وان برنامج "صانعات الحياة"، الذي تبنته لجنة المرأة في وزارة الثقافة سيسعى الى التركيز على النساء اللواتي قدمن الكثير لاجل تطوير العمل وخدمة المجال الذي يعملن فيه، ومحاولة الاحتفاء بمنجزهن وتسليط الضوء عليه كي يتعرف الجمهور عليه وعلى اهم المشاكل التي تعترض وصول المرأة الكفوءة الى مواقع قيادية في الدولة العراقية.

واستعرضت الدكتورة فاتن الجراح، عن مسيرة عملها التي تجاوزت الثلاثين عاما في مجال ثقافة الطفل وماقدمته من اعمال فنية تناولت الظواهر والحالات السلبية ومحاولة حلها عبر المسرح والفن مثل اوبريت في بستان ووطن امن والحديقة المثمرة وعالم بلا عنف، واكاد ان اكون المخرجة الوحيدة التي تتعامل معها منظمة اليونيسيف وقد قدمت برعاية المنظمة عروضا مسرحية للأطفال السوريين المهجرين المتواجدين في دهوك، اضافة الى مسرحية "فجأة صحوت" والموجهة الى الاطفال ما بين سن ١٤ و ١٨ سنة، وكانت هناك ندوة حوارية بعد العرض للتعرف على كيفية تعامل هؤلاء الاطفال فيما يخص موضوع الوطن والهجرة، وتسالئت اين نحن من تقدير القدرات وانا حاليا بلا منصب وظيفي برغم كل سنوات عملي.

وتحدثت غنية ياسين، وهي مبدعة اخرى ومن ينظم الملفات بالوزارة وتتولى حل الاشكالات المالية والادارية اضافة الى محاولاتها لتذليل الصعوبات على المواطن والموظف على حد سواء خاصة بعد دمج وزارتي الاعلام والثقافة، وتحول حديثها الى سوْال وجواب مع الحضورنصف مواقف عديدة واُخرى طبقة واجهتها وأهمها عقود المشاريع وحل مشكلة موظفي وزارة الاعلام المنحلة، مشيرة ان بهجتها وفرحتها في الحياة والعمل عندما ترى ان الموظف والمراجع قد ارتاح بالمعاملة والطلبات وأنجزت الهمة وخرج مرتاح البال وهذا ما نتمنى من الجميع مسؤولين وموظفين.

وبينت ليلى خزعل، والتي تبوأت منصب مدير عام قصر المؤتمرات لفترة ثلاثة اشهر فقط لتعود الى ما كانت عليه معاون مدير، فكانت ايضا احدى الجنود المجهولين فهي تسهم بالبحث عن الحلول لكل مشكلة قد تواجههم بالعمل والمقترحات التي يمكن ان تسهم بحلها، وكيف ان السنوات تمضي برغم أعدد الوزراء ومسؤولي ديوان الوزارة وتبقى المراة الموظفة تثبت جدارتها ونخرج من سمعة ان الروتين السائد قد يوقف العمل الوظيفي وانما بالمثابرة نتجاوزه. انتهى/خ.

اضف تعليق