يمثل التلوث البلاستيكي العالمي أحد أكبر التحديات البيئية في عصرنا، وقد أظهر تقرير جديد أن استهلاك البلاستيك تضاعف أربع مرات خلال الثلاثين عاما الماضية.

وعلى الصعيد العالمي، يتم إعادة تدوير 9% فقط من النفايات البلاستيكية، بينما ينتهي المطاف بـ50% في مكبات النفايات، ويتهرب 22% من أنظمة إدارة النفايات، ويتم حرق 19%.

واستجابة لأزمة التلوث هذه، وضعت العديد من البلدان أهدافا للقضاء على جميع المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة ولجعل العبوات البلاستيكية قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100% أو قابلة لإعادة الاستخدام أو قابلة للتسميد بحلول عام 2025.

وأصبحت المواد البلاستيكية القابلة للتحويل إلى سماد أكثر شيوعا مع تزايد الطلب على المنتجات المستدامة. وتشمل التطبيقات الرئيسية للبلاستيك القابل للتحويل إلى سماد تغليف المواد الغذائية والأكياس، وأكواب وأطباق وأدوات المائدة وأكياس النفايات الحيوية.

ولكن هناك بعض المشاكل الأساسية مع هذه الأنواع من البلاستيك، وغالبا ما تكون الادعاءات المتعلقة بفوائدها البيئية مبالغا فيها.

ويصف "البلاستيك القابل للتحويل إلى سماد" مادة يمكن أن تخضع للتحلل البيولوجي في موقع تسميد الأرض بمعدل يتوافق مع المواد الأخرى القابلة للتسميد، دون ترك أي بقايا مرئية (سامة).

والآن، في دراسة جديدة نُشرت في Frontiers in Sustainability، وجد الباحثون في كلية لندن الجامعية، أن المستهلكين غالبا ما يكونون في حيرة من أمرهم بشأن معنى ملصقات البلاستيك القابل للتسميد، وأن جزءا كبيرا من البلاستيك القابل للتسميد لا يتفكك تماما في ظل ظروف التسميد المنزلي. .

وإذا رأيت بلاستيكا يُزعم أنه قابل للتسميد، فإن الدراسة تقترح أنه يجب عليك التفكير مرتين قبل استخدامه لتفريغ الطعام ومخلفات الحدائق.

ووجد الباحثون أن 40% فقط من البلاستيك الذي تم وصفه بأنه "قابل للتسميد" يتحلل بيولوجيا بالكامل إلى مواد طبيعية كما يفترض.

بينما نسبة 60% المتبقية من المواد البلاستيكية القابلة للتحلل في المنزل لا تتفكك بالكامل في صناديق السماد المنزلي، وبالتالي يمكن أن ينتهي بها الأمر في التربة.

وبسبب نتائجهم هذه، ينصح الخبراء بإرسال المواد البلاستيكية القابلة للتسميد إلى مرافق التسميد الصناعي، حيث يتم تنظيم ظروف التسميد.

ويقول الباحثون: "تزداد شعبية المواد البلاستيكية القابلة للتحلل والتحلل الحيوي، لكن أوراق اعتمادها البيئية تحتاج إلى تقييم أكثر شمولا لتحديد كيف يمكن أن تكون جزءا من حل أزمة النفايات البلاستيكية. ومن بين المواد البلاستيكية القابلة للتحلل والقابلة للتسميد التي تم اختبارها في ظروف سماد منزلية مختلفة، لم تتفكك الغالبية تماما، بما في ذلك 60% من تلك التي تم اعتمادها كسماد منزلي".

وتابع الفريق: "نستنتج أنه لكل من هذين السببين، فإن التسميد المنزلي ليس طريقة معالجة نفايات فعالة أو مفيدة بيئيا للتغليف القابل للتحلل أو السماد في المملكة المتحدة".

وقالت مؤلفة الدراسة دانييل بيركيس من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "لا يتم عادة إبلاغ المصير النموذجي لطمر النفايات أو الحرق إلى العملاء، لذا فإن الادعاءات البيئية المقدمة للتغليف القابل للتسميد يمكن أن تكون مضللة".

ومن أجل هذه الدراسة، صمم الفريق دراسة علمية للمواطن لاستقصاء رأي الجمهور بشأن المواد البلاستيكية القابلة للتحلل في المنزل، وكيف نتعامل معها وما إذا كانت تتفكك تماما في السماد لدينا.

وأكمل المشاركون من جميع أنحاء المملكة المتحدة استطلاعا عبر الإنترنت حول الآراء والسلوك المحيط بالبلاستيك القابل للتسميد ونفايات الطعام.

وبعد ذلك، تمت دعوة المشاركين للمشاركة في تجربة التسميد المنزلي، حيث اختبروا المدة التي تستغرقها أنواع البلاستيك المختلفة في التحلل وشاركوا نتائجهم عبر الإنترنت.

وإجمالا، شارك 9701 مشاركا من جميع أنحاء المملكة المتحدة في الدراسة، بما في ذلك 902 مشاركا أكملوا تجربة التسميد المنزلي.

وجمع الباحثون البيانات على مدار 24 شهرا. ووجدوا أن 46% من مواد التعبئة والتغليف البلاستيكية، التي أخذت عينات منها، لم تحتوي على أي شهادة تسميد منزلية محددة أو علامات معيارية، بينما أظهر 14% فقط شهادة تسميد صناعي.

والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن 60% من البلاستيك المعتمد باعتباره قابلا للتسميد، لم يتفكك بالكامل في صناديق السماد المنزلي.

ووجدت الدراسة أيضا أن أفراد الجمهور مرتبكون بشأن ملصقات البلاستيك القابل للتحلل والقابل للتحلل، ما يؤدي إلى التخلص غير الصحيح من النفايات البلاستيكية.

اضف تعليق