بدأ صقور الحرب في الشرق الأوسط استنكار التقدم الدبلوماسي في المفاوضات في فيينا بشأن برنامج إيران النووي ووصلها إلى ذروتها، مع ازدياد فرص الأطراف في التوصل إلى نوع من الاتفاق، داعين الى خطوات عسكرية لمواجهة الجمهورية الاسلامية.

وتقول صحيفة انسايدر: ان "هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين دفعوا الرئيس دونالد ترامب للانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة - مما أدى إلى نتائج كارثية".

وبينت انه "في عام 2015، أدرك أولئك الذين قادوا حملة دعم خطة العمل المشتركة الشاملة أن الدبلوماسية، وليس الحرب، هي الطريقة الوحيدة للتعامل بفعالية مع برنامج إيران النووي. اذ نجح الاتفاق وتم شحن المواد النووية الإيرانية إلى خارج البلاد، وخضع برنامجها النووي لواحد من أكثر أنظمة التفتيش صرامة في التاريخ".

وتابعت الصحيفة "لم يؤد الاتفاق إلى تقليص برنامج إيران النووي على المدى القريب فحسب، بل أجرى عمليات تفتيش دائمة ومحسّنة لمنع البلاد من الحصول على قنبلة على الإطلاق".

وتشير الصحيفة الى انها "كانت اتفاقية شاملة لمنع انتشار الأسلحة حظيت بدعم غالبية الأمريكيين، بمن فيهم اليهود الأمريكيون، بالإضافة إلى مسؤولي الأمن الأمريكيين والإسرائيليين الذين فهموا الحاجة إلى الدبلوماسية بدلاً من الحرب".

وانسحب ترامب بلا معنى من الاتفاقية في عام 2018، على الرغم من أنها كانت تعمل على النحو المنشود. تضيف انسايدر. وتقول الصحيف "كان نهج (الضغط الأقصى) الذي تبناه بدلاً من ذلك، بدعم من الجماعات المعارضة للدبلوماسية آنذاك والآن فاشلاً ذريعاً: فقد عزز المتشددين الإيرانيين، وسمح للبلاد بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة، وصعد التوترات إلى درجة شبه كاملة في مهب الحرب".

وتكمل "مع ذلك، بدلاً من الاعتراف بسوء تقديرهم الهائل، فإن هذه الأصوات المتشددة نفسها تلوم الآن بشكل مخادع الوضع الحالي على (الدبلوماسية الفاشلة).

وتوضح الصحيفة "قدم معارضو الدبلوماسية نفس الحجج غير الدقيقة لسنوات، وحشدوا الدعم لسياسات (الضغط الأقصى) العدوانية وحتى الضربات العسكرية الوقائية - جزئيًا من خلال اللعب على مخاوف جدية من عداء إيران لإسرائيل".

وتشير انسايدر الى ان "عدد كبير من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يتفق على أن الدبلوماسية مع إيران تصب في مصلحة أمن إسرائيل، وأن النهج الذي تبناه ترامب وداعموه اليمينيون كان فشلًا خطيرًا".

ويعتبر تامير باردو، المدير السابق للموساد، انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة "مأساة" و "خطأ استراتيجي" لإسرائيل.

وتختتم بالقول ان "الصراع المسلح مع النظام الإيراني قد يعني تكاليف باهظة ولكن بغض النظر عن نتيجة المحادثات في فيينا، فإن أوضح درس من كوارث السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط في الجيل الماضي هو أننا يجب ألا نستمع إلى نفس الأصوات المتشددة التي تحث على الصراع والضغط، وبدلاً من ذلك نحشد بقوة خلف الدبلوماسية والسلام".

المصدر: انسايدر

ترجمة وكالة النبأ

اضف تعليق