قُتل سبعون شخصاً على الأقل في غارة على سجن في صعدة في شمال اليمن، واتهمت حكومة صنعاء طيران التحالف العسكري بقيادة السعودية بتنفيذه. 

وكثّف التحالف الذي يشن حربا على اليمن للعام السابع على التوالي، غاراته الجوية على مدن يمنية هدة منذ الاثنين.

واعتبرت النروج التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في كانون الثاني، أن الضربة الجوية التي استهدفت السجن في صعدة "غير مقبولة".

ودعت الولايات المتحدة الجمعة إلى "وقف التصعيد" في اليمن، متحدثةً عن سقوط "أكثر من 100 قتيل في الأيام الأخيرة" بينهم ما لا يقل عن 70 قتيلاً في غارة جوية على سجن في صعدة، بحسب بيان صادر عن الخارجيّة الأميركية.

ونقل البيان عن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، قوله إن "الولايات المتحدة قلقة جداً من التصعيد في اليمن"، داعياً "جميع أطراف النزاع إلى وقف التصعيد والامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي والمشاركة الكاملة في عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة".

وتسببت غارات للتحالف على الحديدة في غرب اليمن بمقتل ثلاثة أطفال، وفق منظمة "سايف ذي تشيلدرن".

وقالت مصادر يمنية إنها استهدفت مبنى اتصالات. والإنترنت مقطوع عن معظم أنحاء اليمن منذ صباح الجمعة.

واتهمت حكومة صنعاء طيران التحالف بارتكاب "جريمة" في صعدة التي تُعتبر معقلاً لهم. ووزعوا صور فيديو ملتقطة من الجو للمكان المستهدف الذي قالوا إنه مقر "السجن الاحتياطي" في المدينة، بدا فيها مدمراً تماماً.

كما أظهرت صور أخرى جثثاً وبقع دماء بين الأنقاض، بينما كان هناك أشخاص يساعدون على رفع الركام. ويمكن رؤية جرافة وآليات تنظف المكان، وسيارات إسعاف، وجثث أخرى ممددة على الطريق.

وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأن حصيلة الغارة على السجن بلغت 70 قتيلاً و138 جريحاً.

وفي سلسلة تغريدات على "تويتر"، قال المتحدث باسم "أطباء بلا حدود" إن حصيلة السبعين قتيلاً و138 جريحا هي من مستشفى "الجمهورية" فقط، مضيفاً أنّ أفراد طاقم المستشفى "يعملون فوق طاقتهم وليس بإمكانهم استقبال مزيد من الجرحى".

وتابع "مما سمعت من زملائي في صعدة، أن هناك العديد من الجثث التي لا تزال في موقع الغارة الجوية، وكثير من المفقودين".

وكتب "يستحيل معرفة عدد القتلى. يبدو أنّها عملية مريعة".

وذكرت سبع منظمات غير حكومية تنشط في المجال الإنساني في اليمن في بيان أن بين الضحايا العديد من المهاجرين، مشيرةً الى أن السجن كان معداً لنقل مهاجرين إليه.

وأعلنت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" الجمعة مقتل ثلاثة أطفال على الأقل في الغارات الجوية على الحديدة.

وقالت في بيان مشترك مع ست منظمات أخرى غير حكومية تنشط في المجال الإنساني في اليمن، إن مقراً للاتصالات "تضرر ما أدى الى انقطاع الانترنت و(حصول) أعطال في الخطوط الهاتفية".

وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس بأن الإنترنت مقطوع عن معظم مناطق اليمن منذ الصباح.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان الجمعة بـ"الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية والتي استهدفت سجناً في صعدة" و"أسفرت على الأقل عن ستين قتيلاً وأكثر من مئة جريح" في صفوف السجناء.

وأشار إلى أنّ "ضربات جوّية أخرى سجّلت في أماكن أخرى في اليمن وكذلك مع سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيّين بينهم أطفال"، مطالبًا بـ"تحقيقات سريعة وفاعلة وشفافة" في هذه الأحداث بهدف محاسبة منفذيها.

اضف تعليق