عين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي رئيس وزرائه السابق نائبا له يوم الأحد في خطوة تهدف على الأرجح إلى تحسين فرص التوصل إلى تسوية سلمية للحرب الأهلية التي أجبرت هادي على الفرار إلى السعودية.

وقال مستشار رئاسي لرويترز "أصدر الرئيس قرارا اليوم بتعيين خالد بحاح نائبا له."

وبحاح شخصية محبوبة عبر طيف من الفصائل المتناحرة في اليمن وقد ينظر إليه على انه الشخص الذي يستطيع تهدئة التوتر واقناع الأطراف المتحاربة بالجلوس إلى طاولة التفاوض.

وقال مساعد هادي لرويترز "تعيين بحاح قد يساعد في ايجاد حل سياسي في اطار الجهود الرامية لاستئناف عملية الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة."

ولا يلوح في الأفق أي مؤشر على أن الحرب ستتوقف قريبا.

فيما رفض الحوثيون قرار "الرئيس" اليمني عبد ربه منصور هادي تعيين رئيس وزرائه السابق خالد بحاح نائبا للرئيس.

وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم الحركة الحوثية، إنهم لن يعترفوا بأي قرار يتخذه هادي، مؤكدا على أن أي شيء يتعلق بالوضع السياسي في اليمن يجب أن يتحدد من خلال حوار داخل البلاد.

ولم تحرز وساطة سابقة بإشراف الأمم المتحدة بين أطراف الصراع اليمني أي تقدم، وذلك قبل أن تزداد حدة المواجهات.

ويصر هادي على أنه رئيس شرعي، بعدما تراجع عن استقالته من المنصب، فيما يريد الحوثيون أن يتولى مجلس رئاسي إدارة شؤون البلاد.

وفسر مراقبون قرار تعيين بحاح "نائبا للرئيس" بأنها محاولة لتعزيز موقف هادي في صراعه مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

وكانت حكومة بحاح قد رفضت تكليف الحوثيين لها في فبراير/شباط تسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.

ووضع بحاح رهن إقامة جبرية من جانب الحوثيين لأسابيع انتهت منتصف الشهر الماضي.

ويزور بحاح حاليا السعودية، التي لاذ بها هادي بعدما ضيق الحوثيون الخناق عليه في معقله الأخير بمدينة عدن الجنوبية.

وتقصف السعودية وحلفاؤها العرب اليمن منذ اكثر من اسبوعين أملا في وقف تقدم مقاتلي الحوثي نحو مدينة عدن الساحلية الجنوبية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الاحد إنه يشعر بالقلق من القتال ودعا إلى اجراء محادثات سلام.

وقال بان للصحفيين في العاصمة القطرية الدوحة "بالنسبة لليمن فانني اعترضت بشدة على محاولة الحوثيين السيطرة على البلاد بالقوة. هذا غير مقبول. لكنني أشعر ايضا بقلق عميق من التصعيد العسكري."

وأضاف "يجب عدم السماح للأزمة الداخلية في اليمن بأن تتحول إلى صراع اقليمي طويل. نحتاج على وجه عاجل إلى وقف التصعيد والعودة إلى المفاوضات السلمية."

ورفضت السعودية يوم الاحد دعوات إيران إلى وقف الضربات الجوية على اليمن في حين قال مصدر طبي إن الهجمات التي تقودها السعودية أصابت معسكرا للجيش في مدينة تعز مما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين.

وأشار المصدر الطبي إلى أن الغارات الجوية على تعز استهدفت موقعا يسيطر عليه جنود موالون للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الذي تحالف مع الحوثيين ضد فصائل محلية في الجنوب.

وكانت احتجاجات حاشدة أجبرت الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على التخلي عن السلطة في عام 2012 لكن الموالين له في الجيش ما زالوا في أماكنهم ويقاتلون الان إلى جانب الحوثيين.

وأثارت الحملة العسكرية المخاوف من تحول الصراع إلى حرب بالوكالة بين السعودية وإيران وأن تساهم بشكل أكبر في زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.

 

- السلطة الشرعية

وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض "كيف يمكن لإيران أن تدعونا لوقف القتال في اليمن... نحن أتينا إلى اليمن لمساعدة السلطة الشرعية فإيران ليست مسؤولة عن اليمن."

وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وصف يوم الخميس الضربات الجوية بأنها "جريمة وإبادة". ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى وقف لاطلاق النار واجراء حوار بين فصائل اليمن.

وتخشى السعودية وحلفاؤها العرب من أن إيران تسعى لأن يكون لها نفوذ أكبر في المنطقة من خلال دعم جماعات شيعية مسلحة وهو اتهام تنفيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتقول طهران إنها لا تقدم أي دعم عسكري للحوثيين ونفت يوم الأحد ما ذكره مسلحون في عدن بانهم أسروا ضابطين إيرانيين كانا يقدمان المشورة للحوثيين.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله "إيران ليست لها أي قوة عسكرية في اليمن."

وقال مسؤول محلي إن من يشتبه أنهم متشددون من تنظيم القاعدة قتلوا عقيدا بالجيش في محافظة شبوة بوسط البلاد يوم الأحد.

ومن ناحية أخرى قال سكان لرويترز إن أحد قادة تنظيم القاعدة قتل في هجوم بطائرة أمريكية بلا طيار على ما يبدو على مجموعة من المتشددين غربي مدينة المكلا الساحلية المطلة على بحر العرب.

وهذا هو أول هجوم يعلن عنه بطائرة دون طيار ضد فرع تنظيم القاعدة في اليمن منذ ان أجلت الولايات المتحدة نحو مئة من القوات الخاصة التي تقدم المشورة للقوات اليمنية الشهر الماضي.

وذكرت الامم المتحدة أن الصراع أسفر عن مقتل 600 شخص وإصابة 2200 كما شرد نحو مئة ألف منذ أن استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول.

اضف تعليق