ذكرت مصادر إعلامية أن قوات تركية تمكنت من احتجاز والي "داعش" الجديد في سوريا الذي يلقب بـ"أبو عبد الرحمن الحموي"، وذلك بعد أسبوع فقط من تعيينه في منصبه.

وذكرت صحيفة النهار أن "احتجاز الحموي أقرب إلى الإقامة الجبرية منه إلى الاعتقال الفعلي"، لافتة الى أن "الغاية منه قد تكون ممارسة ضغوط على تنظيم "داعش" لتقديم خدمات للقوات التركية في إطار الصراع الذي تقوده ضد "قوات حماية الشعب الكردية" في الداخل السوري".

هذا ونقل موقع جريدة "النهار العربي"، عن مصدر رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن "والي داعش كان موجوداً في مدينة جرابلس شمال شرقي مدينة حلب، والتابعة لمنطقة درع الفرات الخاضعة للاحتلال التركي منذ عام 2017".

وأضاف أن "القوات التركية تمكنت من الاهتداء إلى مكان اختبائه نتيجة الاتصالات التي كان يجريها مع قاسم غولر المعروف بلقب أبي أسامة التركي والي "داعش" في تركيا الذي اعتقلته القوات التركية داخل الأراضي السورية قبل اعتقال الحموي ببضعة أيام فقط".

وكشف تقرير سابق نشره "النهار العربي" أن والي "داعش" الجديد موجود ضمن منطقة درع الفرات برفقة كبار قادة التنظيم لا سيما قادة "اللجنة المفوضة".

وكانت المرة الأولى التي يجري فيها الكشف عن الهوية الحقيقية لأبي عبدالرحمن الحموي الذي تبيّن أن اسمه الحقيقي هو عباد السقا من مواليد مدينة حماة.

وذكر التقرير أن السقا كان مقيماً في اليونان، لكنه عاد إلى سوريا مع اندلاع الأزمة فيها عام 2011 وبايع في البداية "جبهة النصرة" الارهابية حيث جرى تعيينه أميراً لإحدى المضافات في ريف حماة إلى أن حصل الخلاف الشهير بين الأخيرة وبين "داعش" في ربيع العام 2013.

وقد التقى الحموي أو السقا أبا علي الأنباري الذي كان يعتبر الرجل الثاني في "داعش" أثناء زيارته محافظة دير الزور بهدف شراء السلاح لـ"جبهة النصرة"، وقد أقنعه الأنباري بمبايعة "داعش" سراً.

وبعد عودته إلى حماة حاول الاستيلاء على مقارّ "جبهة النصرة" لمصلحة "داعش" لكنه كشف قبل بدء التنفيذ، فهرب وبايع تنظيم "داعش" علناً ليتم تعيينه في منصب المسؤول الأمني لـ"داعش" في ولاية حماة.

وإثر انسحاب "داعش" من محافظة حماة توجه السقا إلى محافظة الرقة التي كانت معقل التنظيم ومركز حشده في تلك الفترة التي شهدت معارك واسعة ضد الفصائل المسلحة الأخرى في عدد من المحافظات والمدن السورية.

وبعد تمكن قوات ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من السيطرة على مدينة الرقة توجه السقا إلى دير الزور حيث تمركز في مدينة هجين إلى حين سقوطها.

بعد ذلك وعبر صفقات خفية تمكن السقّا من الانتقال إلى منطقة درع الفرات التي تسيطر عليها القوات التركية، وهناك تم اختياره ليشغل منصب والي حلب، حيث أصبح يستخدم لقب أبو عبدالله الشمالي بهدف التمويه.

وبعد مقتل والي الشام الحاج حامد وتسلم أبو إبراهيم القرشي منصب الخليفة في "داعش"، وهو الذي شغل منصب والي الشام لفترة من الزمن، لم يكن أمام التنظيم سوى اختيار السقا لشغل المنصب الشاغر نظراً الى خبراته الطويلة في العمل الأمني ووجوده في ريف مدينة حلب وكذلك لثقة قيادة التنظيم به باعتباره من قدامى المبايعين ممن لم يتخلوا عن التنظيم في أصعب أوقاته.

وبحسب المصادر انه رغم أن أنقرة لم تعلن عن احتجاز الحموي رسمياً، إلا أن الخطوة تردد صداها سريعاً داخل أروقة التنظيم المتطرف، وانعكس ذلك على خريطة نشاط خلايا "داعش" في سوريا، حيث بدا من الواضح أن "داعش" خفف عملياته كثيراً ضد ما تسمى "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي تعتبر خصم أنقرة اللدود في شرق الفرات مقابل تصعيد نشاطه ضد القوات السورية والروسية في البادية ومحيطها، وفقا للموقع.

ويرى مراقبون أن انخفاض عمليات "داعش" ضد "قوات سوريا الديموقراطية" خلال الشهرين المنصرمين قد تكون الغاية منه توجيه رسالة إلى أنقرة بأن سياسة الضغط التي تمارسها ضد قيادات "داعش" ستجعل الأخير يوقف استهدافه لخصوم أنقرة في المنطقة وبالأخص "وحدات حماية الشعب الكردية"، لأن قيادة التنظيم ليست مستعدة لتقديم خدمات مجانية يمكن للجانب التركي استثمارها عسكرياً وسياسياً في ظل مواصلة القوات التركية حملات الاعتقال ضد كوادر التنظيم وقياداته، كما ذكر "النهار العربي".

وسبق أن تحدثت تقارير إعلامية عديدة، أخيراً، عن انخفاض مستوى عمليات تنظيم "داعش" في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديومقراطية" من دون أن تستطيع تبرير أسباب هذا الانخفاض وخلفياته.

وذكرت بعض هذه التقارير أن العددين الأخيرين من صحيفة "النبأ" التي تصدر عن ديوان الإعلام المركزي في "داعش" جاءا خاليين من ذكر أي عملية في تلك المناطق، وذلك في دلالة الى أن نشاط "داعش" هناك قد بلغ حده الأدنى منذ سنوات.

اضف تعليق