(رويترز) - أعلنت السعودية يوم الثلاثاء انتهاء حملة الضربات الجوية المستمرة منذ حوالي شهر ضد المقاتلين الحوثيين الذين استولوا على مناطق واسعة في اليمن وقالت إنها تدعم حلا سياسيا لإحلال السلام في البلاد التي مزقتها الحرب.

ورحبت إيران التي تدعم الحوثيين الشيعة بوقف إطلاق النار الذي جاء بعد اشهر من القتال بين جماعة الحوثي والقوات الموالية للحكومة التي طردت من العاصمة صنعاء.

وذكر بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "عملية عاصفة الحزم حققت أهدافها... (بما في ذلك) إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة خاصة الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية."

وقال البيان إن مرحلة جديدة تسمى عملية "إعادة الأمل" سوف تبدأ. وأضاف أن العملية سوف تشمل إجراءات سياسية ودبلوماسية وعسكرية لكنها ستركز على العملية السياسية التي تؤدي إلى مستقبل آمن ومستقر لليمن.

وقال المتحدث العسكري السعودي العميد الركن أحمد عسيري إن التحالف قد يظل يستهدف الحوثيين. وأضاف للصحفيين في الرياض "ستقوم قيادة التحالف من خلال عملية إعادة الأمل بمنع المليشيات الحوثية من التحرك والقيام بأي عمليات داخل اليمن."

ورحب البيت الأبيض أيضا يوم الثلاثاء بإعلان السعودية.

وقال أليستر باسكي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض "ترحب الولايات المتحدة بإعلان المملكة العربية السعودية وشركائها في التحالف اليوم انتهاء عملية عاصفة الحزم في اليمن."

وأضاف باسكي في بيان "سنواصل دعم استئناف العملية السياسية بتيسير من الأمم المتحدة وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية."

* استمرار إراقة الدماء

ودعا السعوديون إلى سرعة استئناف محادثات تعمل على تيسيرها الأمم المتحدة لمحاولة ترتيب الأوضاع السياسية في اليمن الذي عانى تاريخا طويلا من الاقتتال الداخلي.

كانت السعودية في وقت سابق أشارت إلى تغيير في مهمتها بعدما أمرت قوات الحرس الوطني التي تعتبر على نطاق واسع أفضل الوحدات البرية تجهيزا في المملكة بالمشاركة في الحملة العسكرية لكنها لم تحدد طبيعة الدور الذي ستقوم به القوات.

واستمرت إراقة الدماء يوم الثلاثاء في اليمن الذي يشهد قتالا بين فصائل مدعومة من قوى إقليمية مختلفة. وقتل 40 شخصا على الأقل معظمهم من المدنيين في غارتين جويتين.

وقتل 13 مدنيا وسبعة جنود في ضربة جوية استهدفت مبنى أمنيا في مدينة حرض قرب حدود اليمن مع السعودية. وقتل 20 شخصا في غارة أخرى في محافظة إب بوسط البلاد عندما أصابت جسرا كانت سيارات تقل افرادا من جماعات مسلحة تمر عليه.

وسيطر الحوثيون ووحدات من الجيش موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على مساحات واسعة من الأراضي وأجبروا الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي إلى الانتقال إلى السعودية.

وتسبب الصراع في نقص شديد في الغذاء والإمدادات الأخرى في اليمن حيث يتم إغلاق المطارات والموانئ. وقال عضو في المكتب السياسي لجماعة الحوثيين إن تحرك عدد من القطع البحرية الأمريكية قبالة سواحل اليمن يوسع دور واشنطن في الحملة التي تقودها السعودية على الجماعة ويهدف إلى تشديد "الحصار" على البلاد.

وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي للحوثيين لرويترز "الهدف من تحريك السفن الأمريكية هو تعزيز الحصار المفروض على اليمن ووضع الشعب تحت العقاب الجماعي."

* السفن الأمريكية تقوم بدوريات في المنطقة

قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها ارسلت حاملة طائرات وسفينة طراد صواريخ موجهة إلى المياه قرب اليمن للانضمام إلى سبع سفن حربية أمريكية أخرى موجودة بالفعل في المياه القريبة من اليمن.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الهدف من وجود السفن هو ضمان حرية الملاحة في المنطقة الحيوية لشحن النفط والتي تسيطر أيضا على الطريق إلى البحر الأحمر وقناة السويس.

وأضافت الوزارة أن السفن تراقب أيضا قافلة من سفن الشحن الإيرانية اقتربت من اليمن. وفرض مجلس الأمن الدولي حظر سلاح على المقاتلين الحوثيين كما فرضت البحرية السعودية حصارا بحريا حول اليمن.

وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما إيران يوم الثلاثاء من ارسال أسلحة إلى اليمن قال إنها قد تستخدم في تهديد الملاحة بالمنطقة.

وقال أوباما "ما قلناه لهم انه، إذا تم تسليم أسلحة لفصائل داخل اليمن فإن ذلك قد يهدد الملاحة وهذه مشكلة، ونحن لا نبعث لهم رسائل غامضة، نبعث لهم رسائل مباشرة جدا في هذا الصدد."

وتريد واشنطن مواصلة الضغط على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فرع القاعدة في اليمن وهو أحد أكثر فروع التنظيم نشاطا خشية أن يستغل الفوضى لتشديد قبضته والتخطيط لشن هجمات أخرى على الغرب.

وذكرت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء إن تقارير أفادت بمقتل 944 شخصا وإصابة 3487 آخرين في اليمن خلال أربع أسابيع حتى يوم الجمعة.

وقالت رنا صيداني ممثلة منظمة الصحة العالمية إن عدد القتلى يشمل فقط الارقام التي ابلغت بها المستشفيات وزارة الصحة وإن العدد الفعلي للضحايا أكبر كثيرا على الأرجح.

اضف تعليق