نشرت الأمم المتحدة، كلمة ممثلتها في العراق جينين بلاسخارت خلال مؤتمر بغداد 2 الذي عقد في المملكة الأردنية.

تالياً نص الكلمة:

أصحاب السعادة..

يشرفني أن أكون هنا ممثلة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وبينما يعرب الأمين العام عن أسفه لعدم قدرته على المشاركة بصفة شخصية، إلا أنه طلب مني أن أنقل تحياته لكم جميعاً.

كما أود أن أعرب عن تقديرنا لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لاستضافته النسخة الثانية لمؤتمر بغداد. إن هذه المبادرة وحضور اليوم يجسدان بوضوح عمق العلاقات بين العراق والدول المجاورة له.

ولا يمكننا إنكار أن عقد اجتماع اليوم هو، في حد ذاته، رسالة ذات أهمية كبيرة. ونعم، يحدونا الأمل أن يؤدي هذا التعبير عن "الشراكة الإقليمية" إلى عدد من الخطوات الملموسة التي من شأنها ترسيخ التعاون والتنسيق والتضافر الإقليمي. وقد تفضي هذه الخطوات إلى إطار للتكامل الإقليمي كوسيلة فعالة لتحقيق الرخاء والسلام والأمن. وبالطبع، لكي يحدث ذلك، فإن "المحادثات الصريحة" هي شرط أساسي في جميع الأوقات.

وفي جميع أنحاء العالم، يعتبر التعاون الإقليمي، بشكل متزايد، أمراً لا غنى عنه. وفي حين أنه من الصحيح أن أي بيئة جيوسياسية يمكن أن تكون صعبة للغاية، إلا أنه من الصحيح أيضاً أن التعاون الإقليمي يعمل كميسر مهم على الساحة العالمية.

علاوة على ذلك، وكما نعلم جميعاً، فإن العديد من تحديات اليوم لا تعترف بالحدود: على سبيل المثال لا الحصر، تغير المناخ وندرة المياه والكوارث الطبيعية ونقص الطاقة والأوبئة والصدمات المالية والفساد والفقر وانعدام الأمن الغذائي والإرهاب.

وتتطلب مواجهة تلك التحديات (كما قلت) تعاوناً وتنسيقاً وتضافراً وثيقاً. والحقيقة الواضحة هي أننا نحتاج إلى بعضنا البعض لنكون في أفضل حالاتنا.

وبصفتي الممثلة الخاصة للعراق، أؤيد بشدة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أولويته لجعل العراق ساحة للحوار والاستثمار. وفي إحاطاتي لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ذكرت كثيراً أنه لا يمكن المبالغة في أهمية محورية العراق في الاستقرار الإقليمي.

ولكي يواصل العراق بناء استقراره الداخلي، يتحتم علينا (جميعاً) المساعدة في تهيئة بيئة مواتية. ومن ثم، فإن الدعم المتجدد والمتواصل للتواصل الإقليمي للعراق ويده الممدودة سيظل أمراً حيوياً.

وفي هذا السياق، اسمحوا لي أن أؤكد على أهمية احترام مبادئ السيادة وسلامة الأراضي وحسن الجوار. إن الوسائل الدبلوماسية القائمة تحت تصرف الجميع، وكذلك في أوقات التوترات المتزايدة أو عند مواجهة مخاوف مشروعة تتعلق بالأمن الوطني.

أصحاب السعادة، في الختام، تأمل الأمم المتحدة بصدق أن يظل بناء الثقة الإقليمية أولوية لدى الجميع. وفي ذات الوقت، تتطلع الأمم المتحدة إلى الخطوات القادمة، وهي تقف، كعادتها دائماً، على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم والمساعدة.

اضف تعليق