نشرت، "شبكة النبأ المعلوماتية"، مقابلة صحفية مع الكاتب والصحفي البريطاني، "باتريك كوكبيرن"، العامل في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية والمتواجد في العراق من اجل مهمة صحفية.

وقال كوكبيرن خلال المقابلة: "ان مليونيرات الخليج يمولون داعش لأنهم يقاتلون الشيعة، وان الأنظمة العربية تحاول تلميع صورة التنظيمات المتشددة التي تقاتل النظام في سوريا، لكن تنظيم داعش لا يستطيع التمدد أكثر على الاراضي العراقية لأن الحاضنة تقع في مناطق باتت معروفة بأنها تأوي المجاميع المتشددة".

وكشف كوكبيرن عن وجود جماعات تقف خلف التنظيم وهناك من هو مستفيد من التنظيم، حيث قال برغم من عدم وجود لدي أدلة قطعية لكن القرائن توضح ان القوى السنية في المنطقة هي التي تدعم الحركات المتشددة. وعندما التقيت بمسؤولين عراقيين قالو لي ان الدول السنية هي التي تقف خلف التنظيم. كما ان القوى السنية تحاول تلميع صورة بعض التنظيمات المتطرفة وتقف معها لأنها تحارب نظام الأسد وهي مستفيدة من هذه التنظيمات.

وأضاف كوكبيرن ان دول الخليج تعتقد أن دعمها لهذه التنيظمات بقدر ما يجعلها بعيدة عن الخطر، لكن في ذلك مجازفة وقد تنقلب الأوضاع على هذه الدول كما هو الحال في سوريا.

خطأ استراتيجي

وأشار كوكبيرن الى ان الغرب قد وقع في خطأ استراتيجي عندما دعم التنظيمات المتشددة ضد نظام الأسد، ولم يكن لدى القوى الغربية تصور كاف عن مدى قوة هذه التنظيمات وعوامل استقطاب أفرادها من العالم، بحيث استطاعت هذه التنظيمات ان تمتد الى العمق السوري.

وحول دور بريطانية في الحرب ضد داعش قال كوكبيرن ان بريطانيا لم تكن مؤيدة للحرب على العراق ودخول أمريكا البلد، كما انها لم تشترك بالحرب على داعش بنفس القدر مع واشنطن حيث بلغ عدد الطلعات الجوية الى الان 300 طلعة جوية فقط.

جدل اعلامي

وحول استخدام مفردة الجهاديين ومصطلح الدول الاسلامية في الخطاب الاعلامي الغربي وانعكاسته السلبية على الاسلام قال كوكبيرن لا اعتقد ان البريطانيين يعتقدون ان الاسلام دين ارهابي او المسلمين ارهابيين. كما اننا نخاطب العقل الغربي ولا يوجد معنى للمتلقي من كلمة سلفي أو وهابي ونحاول ان نوصل المعنى من خلال ذلك، وعندما نرى ان الحكومة البريطانية طلبت من قناة BBC ان تغير تسمية "تنظيم الدولة الاسلامية" الى مسمى آخر رفضت القناة لأسباب تراها ان ذلك لن يغير من أهمية خطر التنظيم وان التنظيم موجود على الارض وخطره جدي وثقيل.

وقال أيضا ان الاعلام الغربي خلق قصص اعلامية كثيرة منذ احداث 11 ايلول ويرتبط ذلك بالحرب الاعلامية التي تدور بين الغرب وإيران، فمنذ قيام الثورة الايرانية استطاعت بعض الأنظمة العربية ان تتحالف مع الغرب ضد إيران وهذا ينعكس بطبيعة الحال على الخطاب الاعلامي الذي يرتبط بالتحالفات السياسية بين واشنطن وحلفائها.

يذكر ان باتريك كوكبيرن هو مراسل صحيفة الاندبندنت البريطانية "The Independent" في الشرق الأوسط. عمل مراسلاً لصحيفة فاينانشال تايمز "Financial Times".

ألّف ثلاثة كتب عن تاريخ العراق الحديث، زار العراق مرات عديدة وكانت أول مرة عام 1977.

نص المقابلة على الرابط التالي

http://annabaa.org/news2849

اضف تعليق