أثارت العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا شمالي العراق، ردود فعل واسعة في الشارع العراقي واستنكار السلطات في بغداد، والتي استدعت السفير وأبلغته احتجاجها.

يقول اللواء جمال الحلبوسي، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الهجوم الجديد الذي تشنه تركيا ضد حزب العمال الكردستاني PKK شمالي العراق يأتي ضمن حملة تركية مستمرة شمالي العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية والتي تعتبرهما أنقرة جماعات إرهابية.

وأضاف في حديث صحافي، أن تركيا أعلنت عن عمليات جديدة تمثلت بقصف جوي ومدفعي وتوغل بري استهدف عدة مواقع تابعة للحزب مستخدمة طائرات حربية وهليكوبتر ومسيرات ضد أهداف للمسلحين الأكراد في مناطق مختلفة من شمال العراق تراوحت بين معسكرات ومستودعات للذخيرة.

وتابع الحلبوسي، في الوقت الذي يعتقد مسؤولون أتراك أن بغداد تساندهم بقوة في محاربة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، جاء انتقاد العراق لهذه العملية العسكرية التركية الجارية حاليا، حيث أعربت الرئاسة العراقية عن بالغ قلقها إزاء هذه العمليات في وصفها بأنها خرق للسيادة العراقية وتهديد للأمن القومي العراقي.

واستطرد: "المتتبع لما يصدر من بيانات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية يجدها لا تتعدى سوى الشجب والاستنكار وأن العراق يعد هذا العمل خرقا لسيادته، وعملا يخالف المواثيق والقوانين الدولية التي تنَظِم العلاقات بين البلدان ويخالف مبدأ حسن الجوار، أو الدعوة لكي لا تكون أراضي العراق مقرا أو ممرا لإلحاق الضرر والأذى بأي من بلد من دول الجوار، وأن لا يكون العراق ساحة للصراعات وتصفية الحسابات لأطراف خارجية أخرى، وتختفي الأصوات الصادقة إلا ما ورد بانتقاد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري للعملية العسكرية قائلا:، في تغريدة له على حسابه الشخصي على تويتر "الجارة تركيا قصفت الأراضي العراقية بغير حق وبلا حجة، وكان عليها التنسيق مع الحكومة العراقية لإنهاء الخطر الذي يداهمها من الأراضي العراقية، والقوات الأمنية العراقية قادرة على ذلك".

ولفت الخبير العسكري إلى أنه لا يبدو في الأفق أن الحكومات الثلاثة جادة في إجراء التعاون الأمني المشترك فيما بينها من أجل خلق بيئة آمنة في المناطق الجغرافية الرخوة التي ينشط فيها الأرهاب بين العراق وتركيا وسوريا، وهذا يتطلب لقاءات واجتماعات تنسيقية على مستويات سياسية ودبلوماسية وعسكرية عالية، وتنظيم وإعداد الخطط المشتركة والمناسبة والدائمة بين هذه الأطراف وتعيين مكاتب تنسيق مشتركة لإدامة المعلومات الاستخبارية والأمنية بين القطاعات الماسكة لقواطع العمليات، لضمان إيقاف التعدي المستمر وزعزعة الأمن دون تفسير العمليات العسكرية التركية بأنها اعتداء على دول الجوار وانتهاك لسيادتها.

واستدعت وزارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، السفير التركي في العراق علي رضا كوناي، وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية العملية العسكرية التركية في شمال العراق.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن "عمليتنا مستمرة بنجاح حتى الآن، وكما هو مخطط لها فقد تم اعتقال الأهداف التي تم تحديدها في المرحلة الأولى" ووفق بيان وزارة الدفاع التركية، أمس الاثنين، أن العملية تركزت على مناطق "ميتينا وزاب وأفاشين - باسيان" في شمال العراق، وإلى جانب الإسناد الجوي فقد شاركت قوات من الكوماندوز وقوات خاصة أيضا من البر والجو، وتشن تركيا غارات جوية بين الحين والآخر على شمال العراق مستهدفة حزب العمال الكردستاني الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية منذ عام 1984 وتسبب في خسائر تزيد على 40 ألف شخص لقوا حتفهم في الصراع الذي كان يتركز سابقا بشكل أساسي في جنوب شرق تركيا.

اضف تعليق